د جمال عبدربه يكتب: حوارات سياسية عن الإنتخابات الرئاسية
عميد كلية الزراعة بالقاهرة – جامعة الأزهر – مصر
الأمين العام المساعد بالأمانة المركزية للزراعة والموارد المائية بحزب مستقبل وطن
بالأمس كان لي لقاء مع بعض تلاميذي وسألوني عن الإنتخابات الرئاسية عبر هذا الحوار السريع
- سيادة العميد، ممكن نسأل حضرتك شوية أسئلة؟
- فقلت تفضلوا فقالوا:
- ايه رأي حضرتك في الانتخابات الرئاسية؟، وكمان زي ما بنسمع، هو مش كان افضل لو مصاريف الدعاية دي اتصرفت لتحسين دخول الناس؟
- وبعدين بيقولوا ان الانتخابات دي عملية محسومة ومعروف نتيجتها مسبقا، فإيه لازمة إجرائها من الأصل؟
- ثم إزاي نقوم بانتخابات في ظل إن حدودنا كلها ملتهبة وفيه حرب من الصهاينة علي أهلنا في غزة؟
فقلت لهم؛
-
أنا سعيد بهذه الأسئلة وإليكم ردي؛
أولا رأيي في الانتخابات الرئاسية إنها استحقاق انتخابي يتم به انتخاب أهم شخصية في البلد لقيادة الوطن في لحظات فارقة،
ثانيا؛ جل هذه الأسئلة هو ما يروج له الغرب والمؤسسات المعادية للدولة المصرية والتي ساءها هذه الوقفة الحازمة التي تقفها الدولة في وجه المخطط الصهيوني الرامي لتفريغ غزة من سكانها وتهجيرهم إلي مصر ضمن مخطط أكبر وهو قيام دولة يهودية خالصة خالية من أي عربي فلسطيني، ومن ثم وجب عقاب مصر من جهتهم
عبر التشكيك في كل ما تقوم به الدولة ومؤسساتها ومحاولة إقناع ابناء الوطن وخاصة الشباب منهم بعبثية هذا الاستحقاق الدستوري حتي ينصرفوا عن الذهاب لصناديق الانتخابات.
أما عن مسألة أنه كان من الأفضل صرف الأموال المخصصة للانتخابات في مبادرات لتحسين دخول الناس، فالمعلوم أن غالبية الأموال التي تصرف هي من تبرعات الحملة الخاصة بكل مرشح من المرشحين الأربعة وأنها كما يقال كلمة حق يراد بها باطل، والباطل هنا هو دق اسفين بين الدولة المصرية ومواطنيها،
ونأتي إلي مقولة، ننزل ليه والنتيجة معروفة سلفا، فأقول أن من أعظم نتائج ثورتي يناير و ٣٠ يونيه أن أضحت ضمانات التصويت للمواطن محفوظة ومحمية بالدستور والقانون وتنظم بإشراف قضائي كامل، علاوة علي إتاحة آليات مراقبة للانتخابات من منظمات المجتمع المدني داخليا وخارجيا وبشفافية كاملة،
وأن ترديد هذه المقولة هدفه العمل علي عزوف الجماهير عن المشاركة سعيا لأن تقل نسب المشاركة في هذه الانتخابات عن الانتخابات الرئاسية الماضية والتي سجلت في ٢٠١٨ نسبة ٤١.٠٥٪ من إجمالي من لهم حق التصويت، وعندها يبدأ هؤلاء الأعداء في الخارج وذيولهم في الداخل في الترويج لقلة مشروعية هذه الانتخابات وعدم تعبيرها عن رأي الجماهير سعيا لإذكاء روح الفتنة بين أبناء الوطن ومحاولة هدمه كونه يمثل لهم آخر عمود قائم في خيمة العرب وآخر عقبة في السيطرة علي العالم العربي وثرواته من المحيط للخليج وهي “أي مصر” بالنسبة لهم الكعكة الكبري ، ولذا فالمشاركة في الانتخابات هنا واجب وطني، ولا أغالي إذا قلت واجب شرعي من منطلق قوله تعالي ” ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه”،
وأخيرا إجابتنا عن السؤال، كيف يتم إجراء انتخابات رئاسية في ظل التهاب كل حدود مصر الغربية والجنوبية وتلك الحرب القذرة علي أهلنا في غزة فلسطين علي حدودنا الشرقية؟ ، إن في إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل هذه الظروف رسالة قوية لكل أعداء الوطن أن مصر دولة قوية، فرغم ظروفها الاقتصادية الصعبة لم تنسي دورها العربي والدولي وها هي تقوم بهذا الاستحقاق الدستوري المهم متسلحةزفي ذلك بإرادة لا تلين وبعزيمة قوية مصدرها الإيمان بالله ثم بجيش قوي عقيدته قائمة علي كلمتين ” النصر أو الشهادة” ومواطن جبل علي حب وطنه والدفاع عنه بكل ما يملك لعلمه ألا وطن له غيره،
ومن هنا فإني أذكر بأفضل ما قاله فخامة رئيس الجمهورية والمرشح الحالي بالانتخابات الرئاسية السيد عبدالفتاح السيسي عندما قال “أريد من المصريين أن ينزلوا لإيصال رسالة للعالم أجمع بغض النظر عمن ينتخبوه فكلنا مصريون نبتغي سمو الوطن ورفعته،
ونهاية أقول، نحن نحتاج أن نزيد من الحديث مع أبناءنا بفكرهم حتي وان اختلفوا معنا، ولكل مواطن وأخص الشباب منهم كونهم يمثلون ٦٠٪ من الشعب أقول، إنزل وشارك بصوتك في الإنتخابات الرئاسية لتصنع مستقبلا لهذا الوطن الذي يستحق منك أن تجاهد من أجله.
حفظ الله الوطن ومواطنيه