د عبدالمنعم صدقي يكتب: تغير المناخ تحدي يواجه الأمن الغذائي
استاذ بمعهد بحوث الانتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية – مصر
السلام والاستقرار العالمي ضروري لتوفير أنظمة غذائية صحية للجميع، خاصة العالم اليوم يواجه أحد أكبر تحديات القرن الحادي والعشرين وهي كيفية إطعام 9 – 10 مليارات انسان بحلول عام 2050 وهي ما تشكل أحد أسباب تفاقم أزمات الأمن الغذائي وزيادة معدلات الجوع في العالم، تلبية هذه الحاجة وفق أنماط الاستهلاك الحالية سيؤدي لزيادة الضغط على الموارد الطبيعية.
ولان الغذاء ضروري لجميع بني البشر فإن الأمن الغذائي المستدام في هذا العالم المتغير «المبتلي» بالحروب والكوارث يمثل تحديًا ملحًا بشكل متزايد. ويرجع ذلك إلى الآثار المشتركة والمتداخله لندرة الموارد الطبيعية (المياه والتربة) والتدهور البيئي (فقدان التنوع البيولوجي) والحاجة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتغيير التركيبة السكانية والثروة والهجرة وعدم الاستقرار الجيوسياسي.
فضلا عن التهديد الاضافي للتغيرات المناخية التي تشكل تهديدًا إضافيًا ، بتاثيراتها السلبية علي الزراعة والنظم الغذائية لعديد من المناطق مما يزيد من صعوبة تحقيق الأمن الغذائي وأهداف التغذية والحد من الفقر.
سيؤثر تغير المناخ على النظم الغذائية على مستوى العالم ويمثل قضية رئيسية لجميع الدول. وستكون التأثيرات على البلدان منخفضة الدخل قوية بشكل خاص.
لا يمكننا الاستمرار في اعتماد اسلوب العمل كالمعتاد خاصة هناك حاجة لتطوير وتنفيذ حلول مستدامة ومرنة ويجب معالجة التحديات والالتزامات ذات الصلة باتفاق باريس بشأن تغير المناخ وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لضمان الأمن الغذائي والتغذوي على المدى الطويل مع احتواء ارتفاع الحرارة في حدود 1.5 أو 2 درجة مئوية
ضرورة التحول المنهجي والمجتمعي للرؤية الحاليه ذات المدي القصير لنظم الغذاء. ويشمل هذا التحول أيضًا تغييرًا في الثقافة بما في ذلك تغيير التعليم والتدريب وتغيير شامل في أنماط الاستهلاك وسلوك المواطنين.
ومعالجة الآثار المترتبة على النظام الغذائي ككل بما في ذلك الإنتاج والمعالجة والتجزئة والاستهلاك والتخلص من النفايات والاجراءات المؤسسية والاجتماعية والنظم البيئية والتنوع البيولوجي والتغذية البشرية والصحة
إجراء التكيف المنهجي بما يشمل الحفاظ على التربة والموارد المائية ، وزيادة استخدام التنوع الجيني . مع التكيف التدريجي كالزراعة الدقيقة ، والاستشعار عن بعد ، وزيادة الكفاءة ، وتقليل النفايات وإعادة تصميم أنظمة الزراعة ، الزراعة البيئية تعديل سلسلة التوريد ، التحولات الغذائية.
كما يجب التأكد من أن النظم الغذائية قوية في مواجهة تأثيرات تغير المناخ كتوافر الغذاء أو جودته أو سعره، علاوة على ذلك ، قد توجد فوائد مشتركة وآثار جانبية ضارة بين التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته.
إن فكرة النظم الغذائية «الذكية مناخياً» هي نهج متكامل للتعامل مع الجوانب الطبيعية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية للعديد من مجالات الأنشطة المترابطة للزراعة الأولية ، وإنتاج الأغذية ومعالجتها ، وتجارة التجزئة والاستهلاك ، ونفايات الطعام ويوفر تحويل أنظمتنا الغذائية من مزرعة إلى أخرى فرصة لتطوير الأساليب والتقنيات ونماذج الأعمال التي ستعمل على تحسين الجوانب البيئية والصحية والاستدامة وفرص العمل والازدهار ورفاهية المجتمعات البشرية.