اخبار لايتالأخبار

لماذا كانت رسائل الحمام الزاجل مصنوعة من ورق الذهب الخالص؟

كشف مؤرخو التاريخ الإسلامي عن العديد من المفارقات المتعلقة بالتعامع مع الحمام الزاجل وكيفية إرسال الرسائل ومواصفات رسائل الحمام الزاجل، وكان الأقدمون عند وقوع حدث مهم يُعلّقون الخبر بعُنق حمامة أو ضمن قارورة صغيرة من الورق الذهبي، وهو مَن الذهب الخالص الذي بلغ الغاية في الرقة والخفّة، وذلك لتكون مع خفّتها على الحمامة حافظة للرسالة من تأثير العوارض الجوية، وكانوا يضعون ضمن القارورة رسالة من الورق الرقيق ويكتبونه بقلم يُسمى الغبار، ثم يوضّحون على ظهر الرسالة وقت سفر الحمامة بالتدقيق التام، وبعد قليل يُطلقون حمامة أخرى حاملة الخبر نفسه على النمط السالف خوفا من ضياع الأولى وعدم وصولها.

وقد ذكر الجاحظ الأديب الشهير (ت 255هـ) في كتابه “الحيوان” اهتمام العرب وولعهم بالحمام الزاجل الذي كانوا يُسمونه “حمام الهدّي”، بل كان عندهم دفاتر بأنساب الحمام كأنساب العرب، يقول: “ولولا الحمام الهدي (الزاجل)، لما جازَ أن يعلم أهل الرّقّة والموصل وبغداد ما كان بالبصرة وحدث بالكوفة في يوم واحد، حتى إن الحادثة لتكون بالكوفة غدوة (صباحا) فيعلمها أهل البصرة عشية ذلك”.

أهمية الحمام في التاريخ الإسلامي

كانت الإشارة الأولى للحمام وأهميته في التاريخ الإسلامي هي قصة الحمامتين اللتين باضتا فوق غار ثور أثناء هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، وحين دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة المكرمة فاتحا وهادما الأصنام والأوثان كافة التي كانت تُحيط بالكعبة المشرفة، كان من جملة هذه التماثيل المحطمة تمثال مصنوع من خشب النخل على هيئة حمامة، ما يدل على أهمية الحمام وكثرته في هذه البقاع.

حظر إستخدام الحمام في الألعاب في عصر الخليفة عثمان بن عفان

وقد استخدم المسلمون الحمام في أغراض اللهو في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فكان الفتيان يطلقون الحمام في مباريات للسباق فيما بينهم، وكثر فساد الحمام لأجل ذلك، فكثيرا ما أصاب الناس، وفقأ أعين البعض منهم، دون أن يصلوا إلى صاحبه لأخذ القود أو الدية، الأمر الذي اضطر الخليفة عثمان لإصدار قراره بمنع اللعب بالحمام، وذبح أية حمامة تقع في يد إنسان يعلمُ أنها أُطلقت ابتغاء اللهو أو الإيذاء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى