حوارات و مقالات

مراكز تجميع الألبان: المحطات السرية لضمان كوب حليب صحي ونظيف | مقال د رنا بيومي

تطورت مراكز تجميع الألبان في مصر بشكل كبير، حيث تعتبر هذه المراكز مبانٍ تستقبل الحليب من المزارعين في المناطق الريفية، يتم تصفيته وتبريده لضمان جودته قبل أن يعبأ ويشحن إلى مصانع الألبان. وفي إطار اهتمام الدولة بتطوير صناعة الألبان، نجحت مصر في وضع خطط لزيادة استهلاك الألبان.

ويبلغ متوسط نصيب الفرد من اللبن 40 كجم، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 250 كجم في بعض الدول المتقدمة. بالإضافة إلى تلبية المواصفات العالمية، تعتبر مراكز تجميع الألبان فرصة لخلق فرص عمل جديدة للشباب، حيث زاد عددها في مصر بنحو 130 مركزًا في عام 2023، مقابل 110 مراكز في 2022.

أهمية مراكز تجميع الألبان

يهدف مشروع تطوير الألبان إلى إنشاء حوالي 826 مركز تجميع، وزيادة عدد المراكز المعتمدة إلى نحو 900 مركز. وتبرز محافظة الغربية كواحدة من أكبر المحافظات إنتاجًا للألبان في مصر، حيث تضم 157 مركزًا لتجميع الألبان يقومون بتجميع 866 طن يوميًا، ولديها القدرة على استيعاب 1197 طن، بينما تحتوي محافظة الدقهلية على 22 مركزًا لتجميع الألبان.

بالإضافة إلى كونها مصدرلفرص عمل لكثير من الشباب فإن مراكز تجميع اللبن تعد داعمًا أساسيًا لمنتجي الألبان، حيث تساعدهم في تسويق منتجاتهم بأسعار تجلب لهم الربح، مما يحفزهم على زيادة إنتاجهم سواءً بزيادة الماشية أو تحسين جودة الإنتاج. كما توفر هذه المراكز خدمة لمصانع الألبان بتجميع اللبن وتجهيزه بشكل يلائم احتياجاتها، مما يساهم في توفير الكمية المطلوبة من اللبن.   وأيضا تعمل هذه المراكز على تحسين جودة اللبن من خلال تصفيته وتبريده، مما يحافظ على جودته ويضمن استلامه بحالة جيدة في المصانع، مما يقلل من التكاليف ويوفر الوقت.

خطوات العمل داخل مركز تجميع الألبان

عند وصول اللبن إلى رصيف التسليم في مركز التجميع، يتم إجراء العديد من الاختبارات للتأكد من جودته وصلاحيته للاستخدام. تشمل هذه الخطوات فحص الأقساط للتأكد من نظافتها وطريقة تغطيتها، وفحص اللبن بشكل مبدئي من حيث المظهر والرائحة واللون. يتم تقليب اللبن جيداً لتوزيع الدهون بالتساوي قبل أخذ العينات، حيث تُستخدم المقلبات اليدوية للكميات الصغيرة والمقلبات الخاصة للكميات الكبيرة. تُجمع العينات من مختلف الأقساط في وعاء لتمثيل صحيح للشحنة،حيث تشمل خطوات معالجة اللبن في المركز ما يلي:

استلام اللبن وتقليبه، اجراء اختبارات فورية للعينة لمعرفة الوزن النوعي والحموضة ونسبة الدهن(البنط)، وعند ثبوت صلاحيته يتم قبوله ، ثم يتم وزن اللبن المقبول بواسطة ميزان متصل بحوض يظهر وزنه و تُسجل الكمية الواردة لكل مورد لمحاسبته بناءً على نتائج الاختبارات ثم يُنقل اللبن إلى حوض التجميع ليمر عبر جهاز الترشيح ويُدفع إلى المبردات لتخفيض درجة حرارته إلى 5 درجات مئوية ثم يُعبا في أقساط أو صهاريج مبردة ويتم نقله الى المصانع.

إقرأ أيضا | د. رنا البيومى تكتب : ضربة البروسيلا.. تهديد مدفون في كوب الحليب

أنواع الاختبارات المستخدمة داخل مركز تجميع الألبان

 الاختبارات الحسية:

تشمل تقييم اللون والرائحة والطعم والقوام والشوائب المرئية حيث يختلف لون اللبن بين الأبيض الناصع في اللبن الجاموسي والأبيض المصفر في اللبن البقري. يحدث ذلك نتيجة انعكاس الأشعة على الجزيئات المعلقة في اللبن، مثل حبيبات الدهن وكيزينات الكالسيوم الغروية. أما اللون الأصفر في اللبن البقري، فينتج عن وجود الكاروتين في الدهن.

اما عن الطعم والرائحة، فالطعم يكون حلو قليلاً وممزوج بطعم دسم بروتينى والرائحة تكون حيوانية خفيفة، حيث يمتص اللبن الروائح المحيطة به، وتُختبر الرائحة عند فتح الإناء مباشرة. كما يتم فحص اللزوجة والتجانس عن طريق وضع اللبن في زجاجة ورجه، حيث تعكس اللزوجة احتواء اللبن على الجوامد والتجانس يدل على جودته.

الخواص الطبيعية:

الوزن النوعي: وهو وزن حجم معين من اللبن منسوباً إلى وزن حجم مماثل من الماء على نفس درجة الحرارة ويتراوح بين 1.028 و 1.036 جم/سم³، ويستخدم اللاكتوميتر لقياسه لسهولة وسرعة الاستخدام.

نقطة التجمد: حوالي -0.55 مْ، وتزداد عند إضافة الماء مما يفيد في كشف الغش.

الاختبارات الكيميائية:

تقدير الحموضة: تتراوح بين 0.05% و 0.07% بعد الحلب، وتزيد بعد فترة بسبب بكتيريا حامض اللاكتيك.

تقدير نسبة الدهن: يتم باستخدام طريقة جربر بالحمض لفصل الدهن.

الاختبارات الميكروبيولوجية:

 تُستخدم لتقييم الجودة الميكروبيولوجية وتشمل استخدام صبغات مثل أزرق المثيلين والريزازورين لقياس فترة اختزال لون الصبغة، حيث يحتاج اللبن الجيد من 2 إلى 4 ساعات لاختزال لون الصبغة.

جهود الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي لإنتاج الألبان في مصر

تسعى وزارة الزراعة في مصر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الألبان المخصصة للشرب المباشر. تتمثل جهود الدولة في تعزيز تربية الأبقار والجاموس، وتمكين المربين الصغار من خلال اتفاقيات مع البنوك الوطنية. كما تهدف الجهود أيضًا إلى تطبيق نظام الهاسب وتعزيز الصحة الحيوانية، بالإضافة إلى تحسين جودة الحيوانات ورفع مستوى المعيشة، مما يساهم في تخفيف الفقر وتحسين الظروف المعيشية في المناطق الريفية.

عن كاتب المقال:

د. رنا السعيد البيومى ، معهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة

 

زر الذهاب إلى الأعلى