«حصري»…4 أسباب وراء تراجع صادرات البرتقال المصري لمنطقة جنوب شرق آسيا
>> تقرير: هجوم الحوثيين والبرتقال الرخيص وزيادة المعروض وأسعار البرتقال الأمريكي وبرتقال جنوب أفريقيا
مصر تواجه تراجعا في صادرات البرتقال إلى جنوب شرق آسيا لكنها تظل لاعبا رئيسيا ومن المقرر أن تصدر مصر في موسم 2023/2024 أحد أصغر أحجامها من البرتقال إلى دول جنوب شرق آسيا، لكنها ستظل لاعباً رئيسياً في السوق الإقليمية.
وسيكون من الصعب بشكل متزايد على الموردين المصريين التنافس في القطاع الرخيص مع البرتقال الصيني، ولن يتمكنوا من خفض سعر منتجاتهم إلى أجل غير مسمى.
وفي المقابل، يخلق الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من سوق جنوب شرق آسيا فرصًا ممتازة لمصدري البرتقال الفاخر، وفي هذا القطاع، لم يعد عامل زيادة تكاليف الخدمات اللوجستية حاسمًا.
كشفت تقارير إقتصادية حصلت عليها «أجري توداي»، إن أسباب التراجع تعود إلي 4 أسباب منها محاولات الصين غرق أسواق المنطقة بالبرتقال الرخيص بالإضافة إلي رخص صادرات جنوب أفريقيا من البرتقال وهجوم الحوثيين علي السفن العابرة في البحر الأحمر بسبب أزمة قطاع غزة، ومنافسة البرتقال الأمريكي للبرتقال المصري من ناحية الأسعار التفضيلية.
وأوضح التقارير إنه في الفترة من نوفمبر 2023 إلى مايو 2024، صدرت مصر 42 ألف طن فقط من البرتقال إلى دول جنوب شرق آسيا الرئيسية (باستثناء هونج كونج وفيتنام)، وهو ما يمثل أحد أدنى الأرقام في المواسم الأخيرة. وسجل أكبر انخفاض في حضور مصر في المنطقة في يناير وفبراير، خلال بداية موسم تصدير البرتقال موضحة إنه للمرة الأولى منذ موسم 2019/20، تواجه مصر خطر مواجهة انخفاض كبير في حجم إمداداتها من البرتقال إلى دول جنوب شرق آسيا”، علق يفهين كوزين، محلل سوق الفاكهة والخضروات.
سجلت منطقة جنوب شرق آسيا باستثناء هونج كونج، رقماً قياسياً في واردات البرتقال في الأشهر السبعة الأولى من هذا الموسم، لكن مصر لم يكن لها تأثير يذكر على هذه الأحداث. وبدلاً من ذلك، كان النمو في الإمدادات يرجع بالكامل تقريباً إلى زيادة الصادرات من الصين، التي صدرت بالفعل المزيد من البرتقال إلى جنوب شرق آسيا مقارنة بمصر، على الرغم من أنها كانت في السابق في المرتبة الخامسة فقط بين الموردين .
وتعد الصين والولايات المتحدة منافسين رئيسيين لمصر في المنطقة، حيث يتواجد الموردان الأكبر الآخران (جنوب إفريقيا وأستراليا) في سوق جنوب شرق آسيا من يونيو إلى نوفمبر. وتتراوح الواردات من أستراليا سنويًا بين 29 ألفًا و36 ألف طن، بينما تزود جنوب إفريقيا المنطقة (باستثناء فيتنام وهونج كونج) بما يتراوح بين 45 ألفًا و74 ألف طن من البرتقال، وتتنافس مع مصر على المركز الأول بين الموردين. وبحلول نهاية موسم 2022/2023 السابق، كانت مصر هي الرائدة (62 ألف طن)، واحتلت جنوب إفريقيا المركز الثاني بـ 58 ألف طن.
وبررت التقارير أسباب هذا التراجع إلي هجمات الحوثيين علي السفن العابرة في البحر الأحمر، حيث وجه حصار الحوثيين اليمنيين للبحر الأحمر ضربة قوية لإمدادات مصر من البرتقال إلى آسيا في بداية الموسم. وعلى الرغم من تعافي الصادرات المصرية إلى حد ما في مارس وأبريل وحتى وصولها إلى رقم قياسي في مايو الماضي 2024 .
وتوقع محللو وزارة الزراعة الأمريكية حصادًا قياسيًا من البرتقال في مصر هذا الموسم، وبالتالي تصديرًا قياسيًا من إنتاج البرتقال المصري من البلاد، وإنه في المقابل، كان الطلب على البرتقال في دول جنوب شرق آسيا مدعومًا بالنمو الاقتصادي السريع في المنطقة، وسوق المستهلكين النامية، وقطاع السياحة المزدهر حيث كانت مصر تتمتع بكل الفرص لتعزيز مكانتها في هذه المنطقة هذا الموسم.
وأوضح المحللون إنه بدلاً من ذلك، أدى حصار البحر الأحمر إلى إغلاق السوق الآسيوية مؤقتاً أمام المصدرين المصريين، وهبطت الأسعار، التي كانت بالفعل منخفضة نسبياً بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري ، إلى حد أكبر. ففي شهر إبريل الماضي، على سبيل المثال، وعلى الرغم من تعافي الإمدادات إلى آسيا عبر طريق جانبي حول أفريقيا ممثل في رأس الرجاء الصالح، عُرض البرتقال في السوق المحلية في مصر بسعر منخفض بشكل لا يصدق بلغ نحو 15 سنتاً أميركياً للكيلوجرام .
ووفقا للمحللين لقد قامت الصين في الأشهر السبعة الأولى من هذا الموسم بتصدير كميات من البرتقال إلى المنطقة تزيد بثلاثة أضعاف عن الموسم السابق بأكمله، وتمكنت من احتلال المكانة التي تركتها المنتجات المصرية. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الأمريكية إلى النصف تقريبًا خلال المواسم الخمسة الماضية إلى 20 ألف طن، وهذه حقيقة يجب على الموردين المصريين الانتباه إليها.