حصلت الباحثة منة اللة ممدوح حسن على درجة الدكتوراة فى الاقتصاد الزراعى من جامعة عين شمس فى موضوع كوفيد-19 وأسواق الجملة للفاكهه و الخضر وذلك بعد موافقة لجنة المناقشة المشكلة من كل من الاستاذ الدكتور محمد العراقى المشرف الرئيسى والاستاذ الدكتور ثناء النوبى عميدة كلية الزراعة جامعة عين شمس والاستاذ الدكتور خالد عبدة أستاذ الاقتصاد الزراعى جامعة القاهرة.
واستعرضت الباحثة الاجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة عام 2020 لكبح جماح فيروس كورونا و تداعيات تلك الاجراءات على أسواق الخضر والفاكهة. حيث صدرت قرارات تتعلق بالاغلاق الجزئى لبعض الانشطة الاقتصادية مثل المطاعم ومراكز التسوق وكذلك تقييد حركة المواطنين و توقف جزئى لحركة النقل فى ساعات الليل .
ولقد أثرت تلك الاجراءات على أسواق الخضر والفاكهة حيث قلت حركة المستهلكين إلى أسواق الجملة والتجزئة وتحول جزء من الطلب إلى التوصيل للمنازل و الشراء عبر الإنترنت.
ولقد قامت الدراسة بتقدير الآثار قصيرة المدى لقيود فيروس كورونا على أسواق الجملة للخضر والفاكهة اعتمادا على البيانات اليومية للأسعار والكميات الموردة لتلك الأسواق باستخدام طريقة إنحدار فرق الفروق حتى يمكن عزل العوامل الاخرى التى لها تأثيرعلى تعاملات السوق.
وتبين من الدراسة أن الاغلاق الجزئى الذى فرضتة الحكومة لاحتواء فيروس كورونا خلال الفترة مارس- يونية 2020 لم يكن له تأثير معنوي إحصائياً على الكمية الموردة يوميا الى سوق العبور من الطماطم والبطاطس و البصل.
وبالنسبة لمحاصيل الفاكهة لم يؤدى الاغلاق الجزئى الى تاثير يذكر فى الكميات الموردة الى سوق العبور كما فى حالة البرتقال ابو سرة و الجوافة.
أى أن أزمة كوفيد-19 لم يكن لها تاثير يذكر على الكميات المعروضة من الخضر والفاكهة فى أسواق الجملة و لم تتأثر الانشطة الزراعية و خدمات النقل الى تلك الاسواق بما يعنى أن القطاع الزراعى كان قادرا على الصمود فى مواجهة صدمة جائحة كوفيد-19.
بينما كان تأثير الاغلاق أكثر وضوحا على أسعار الجملة ومن ثم على أسعار المستهلك، فلقد أدت قيود كورونا الى إنخفاض معنوى احصائيا فى السعر اليومى من الطماطم قدر بنحو 16 %.
أما بالنسبة للبطاطس فقد أدت تلك القيود إلى إنخفاض معنوى احصائيا فى السعر اليومى قدر بنحو 17%.
وكذلك انخفض سعر الجملة للبرتقال من جراء قيود كوفيد-19 بمعدل معنوى احصائيا بلغ نحو 15 % .
ويعزى هذا الانخفاض فى أسعار الجملة الى الانكماش فى طلب المستهلكين و بالتبعية انكماش طلب تجار التجزئة على المنتجات الطازجة سريعة التلف نظرا للقيود المفروضة من قبل الجهات المعنية على حركة المواطنين والخوف الطبيعى لدى للمواطنين من الاختلاط فى الاسواق.
وتشير الدراسة الى أنة على عكس الخضروات الاخرى لم يكن هناك تأثير واضح للاغلاق الجزئى على سعر الجملة للبصل وهو ما يعنى أن الطلب على البصل لم يتأثر بالفيروس وقد يرجع ذلك إلى أنه يمكن تخزين البصل لفترات أطول دون تبريد وبالتالى يمكن زيادة الكمية المشتراة فى رحلة التسوق الواحدة كما انة ينظر إلى البصل على أنه معزز لجهاز المناعة فى مجابهة الامراض الفيروسية.
ونطرا لان شهر رمضان يتسم بالاجواء الاحتفالية والميل الى زيادة الاسنهلاك من الغذاء فلقد اهتمت الرسالة بدراسة أسعار وكميات الخضر فى سوق العبور خلال هذا الشهر مع توضيح أثار قيود كورونا حيث تبين زيادة كمية الجملة الموردة للطماطم بنحو 18% وإرتفاع سعر الجملة بنحو 27% خلال شهر رمضان بالمقارنة بالشهورالاخرى فى عام 2019 أى قبل انتشار فيروس كورونا مباشرة.
بينما زادت كمية الجملة للطماطم بنحو 22% وإنخفض سعر الجملة بنحو 14% خلال شهر رمضان مقارنة بباقى الشهور فى عام 2020 أى أثناء انتشار فيروس كورونا.
ويترتب على ذلك ان كوفيد- 19 كان مصحوباً بزيادة غير معنوية فى كمية الطماطم الموردة إلى سوق العبور بلغت نحو 4% و بإنخفاض معنوى إحصائياً فى سعر الطماطم بلغ نحو 13% خلال شهر رمضان 2020.
وتوضح الدراسة أن كمية الجملة للبطاطس الموردة إلى سوق العبور زادت بنحو 32% بينما إنخفض سعر الجملة بنحو 18% خلال شهر رمضان عام 2019.
أما فى عام 2020 فلقد تبين أن كمية الجملة للبطاطس إرتفعت بنحو 23% وإنخفض سعر الجملة بنحو 15% فى شهر رمضان مقارنة بباقى شهور العام.
ويعنى ذلك أن كوفيد- 19 كان مصحوباً بإنخفاض غير معنوى فى كمية البطاطس بلغ نحو 9% وبزيادة غيرمعنوية إحصائياً فى سعر البطاطس بلغ نحو 3% أثناء انتشار فيروس كورونا فى شهر رمضان 2020.
وبشكل عام توضح الدراسة أن معاملات الارتباط بين الأسعار فى أسواق العبور والنزهة و 6 أكتوبر تقلصت فى عام 2020 مقارنة بعام 2019 لبعض محاصيل الخضر لذلك يمكن القول أن التكامل بين الأسواق أصبح أقل وضوحا بشكل عام بسبب جائحة كورونا .
أى ان إنسياب المعلومات بين أسواق الجملة أصبح أصعف بعد إنتشار فيروس كورونا عن ذى قبل وهو ما يزيد من فرص الممارسات الإحتكارية و السلوك الانتهازى بعد انتشار الامراض الفيروسية.
توصى الرسالة بضرورة تعزيز قدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى أسواق المواد الغذائية للمساعدة فى خلق بيئة تنافسية ولتعزيز قدرة الاسواق على تلبية الطلب المتزايد على خدمات التسوق الالكترونى والتوصيل للمنزل فى أوقات الطوارئ.
وتوصى الدراسة أيضا بضرورة قيام الاسواق بتوثيق البيانات اليومية والأسبوعية والشهرية للأسعار والكميات والفاقد بشكل منتظم فى وسائط الكترونية وتوفيرها للباحثين فى الجامعات ومراكز البحوث حتى يتسنى القيام بالدراسات الضرورية فى الوقت المناسب.
كما تنوة الرسالة الى أهمية الاستثمار فى البنية التحتية للاسواق مثل النقل والتخزين المبرد بما يجعلها أكثر قدرة على مواجهة الصدمات الخارجية التى تنجم عن كوارث طبيعية ومناخية أوعن حروب مثل الحرب الروسية الأوكرانية أوأوبئة وأمراض مشابهة لجائحة كوفيد-19.