«أكساد»: التعاون مع «البحوث الزراعية» في زراعة أصناف القمح تحت ظروف الأراضى الملحية
>> العبيد: لدينا مشروعات طموحة لمواجهة تحديات الجفاف والملوحة والتصحر لحماية الأمن الغذائي
إفتتح الدكتور أكرم البلخي مدير إدارة الأراضي بالمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» نيابة عن الدكتور نصرالدين العبيد مدير «أكساد»، بحضور الدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة، والدكتور علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية، ووكلاء معهد المحاصيل الحقلية للانتاج والبحوث والإرشاد والتدريب الدكتور ابراهيم عبد الهادي رئيس قسم بحوث القمح والاستاذ الدكتور ماهر المغربي الباحث الرئيس للمشروع ويقوم بالتدريب خبراء من التخصصات المختلفة لتربية وإنتاج القمح كذلك خبراء في الأراضى والمياه ورشة عمل لتدريب شباب الباحثين فى الفترة من 20 – 21 اغسطس عن الطرق الحديثة لاستنباط أصناف أكثر تحملا للملوحة، وبمشاركة أكثر من 25 من شباب الباحثين في قسم بحوث القمح من المحطات المختلفة.
أكد الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام «أكساد»، إن لدي المنظمة مشروعات طموحة لمواجهة تحديات الجفاف والملوحة والتصحر لحماية الأمن الغذائي، من خلال التركيز علي أهمية التعاون الخلاق بين منظمة «أكساد» والمؤسسات البحثية في مصر التي نُفذت من خلالها المشروعات التنموية، ومن أهمها مشروع امداد المجتمعات المحلية بالمياه عن طريق حصاد المياه، بمحافظة مطروح وتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة لمناطق السقوط المطري.
وقال «العبيد»، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور أكرم البلخي مدير إدارة الأراضي في «أكساد»، إن تجارب أكساد في مجال تحمل أصناف القمح للإجهادات الملحية في ظروف الزراعة الملحية التي تعقدها منظمتنا بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية لصالح عدد من فني مركز بحوث المحاصيل الحقلية في جمهورية مصر العربية، في إطار مشروع تقييم وانتخاب واستنباط تراكيب وراثية لقمح الخبز قابلة للتكيف ومتحملة للملوحة، والقيام بأعمال التدريب، انطلاقاً من محدودية مصادر المياه العذبة التقليدية في الوطن العربي ، وزيادة الطلب عليها في ظل النمو السكاني المتزايد .
وأضاف مدير «أكساد»، إن المنطقة العربية تواجه العديد من التحديات التي تهدد الامن الغذائي العربي وخاصة التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة العربية والمتمثلة بانخفاض معدلات الهطول المطري والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة .
نبه «العبيد»، إلى ضرورة الاستفادة من مصادر المياه غير التقليدية مثل المياه المالحة والعسرة ومياه الصرف الصحي المعالجة ، وإعادة استخدامها في الري الزراعي من خلال تطبيق الإدارة المثلى لاستعمالات هذه المياه ، بهدف توفير إنتاج اقتصادي جيد للمزارع مع المحافظة على القدرة الإنتاجية للتربة واستدامتها ومنع تدهورها.
وأشار مدير «أكساد»، إلي تنفيذ العديد من المشاريع في الدول العربية بهدف تطوير إدارة جيدة وملائمة لاستعمال المياه المالحة في النظام الزراعي، وقام بتحديد العلاقة بين نظام الري المتبع وملوحة التربة ، وطبق أكساد من خلال أبحاثه نظام الإدارة المتكاملة للترب والمياه المالحة ، موضحا إنه تم دراسة تأثير الري بالمياه المالحة على خصائص التربة ، وعلى إنتاجية العديد من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير والقطن وغيرها من المحاصيل الأخرى .
ولفت «العبيد»، إلي قيام خبراء «أكساد» بتحديد الحدود الملحية للعديد من المحاصيل بهدف اختيار المحصول المناسب لملوحة المياه المتوفرة في المنطقة، وضمن هذا الإطار نفذت منظمة «أكساد» مشروع نقل تقنيات استعمالات المياه المالحة والعسرة إلى المزارعين، بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية(ايفاد) في سورية ومصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب والكويت، بهدف تحديد العتبات الملحية للحاصلات الزراعية وعلى رأسها أصناف القمح المعتمدة في «أكساد» حديثاً، ومراقبة التغير في الخصائص الأساسية للتربة تحت ظروف الري بالمياه المالحة.
ونبه «العبيد»، إلي أن منظمة «أكساد»، أدخلت تقنيات جديدة لحصاد المياه وصيانة التربة تمثلت في تنفيذ سدود الجابيونات لأول مرة بمحافظة مطروح، فى إطار الحد من ظاهرة التصحر وزحف الرمال وحماية البنى التحتية، ومشروع مكافحة التصحر والتثبيت الميكانيكي والحيوي للكثبان الرملية والرمال الزاحفة في واحة سيوة على أطراف بحر الرمال العظيم بالاستفادة من مياه الصرف الزراعي.
وأضاف مدير «أكساد» إنه تم تنفيذ مشروع تثبيت الكثبان الرملية وحماية البنى التحتية بمحافظة شمال سيناء وفي جنوب سيناء بغرض وقف زحف الرمال وحماية الأراضي الزراعية، ترافق ذلك ببناء القدرات من خلال تنفيذ الدورات التدريبية وورشات العمل وتنظيم الأيام الحقلية وأنشطة رفع التوعية وتفعيل النهج التشاركي في مجال تأهيل الأراضي المتدهورة واستعمالات المياه غير التقليدية.
ومن جانبه قال الدكتور علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية إن هذا التعاون بين مركز البحوث الزراعية ومنظمة «أكساد»، يأتي في بناءا على توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق وبإشراف الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بضرورة الاهتمام بالتعاون مع المنظمات الدولية والعمل على مواجهة التغيرات المناخية وتأثيرها على المحاصيل، وفى إطار التعاون بين مركز البحوث الزراعية ومركز «أكساد».
وأضاف «خليل»، في كلمته خلال إفتتاح ورشة العمل إنه سيتم إستعراض طرق اختبار الأصناف المتحملة للملوحة وافضل المعاملات الزراعية التى يقوم بها المزارع لتفادى تأثير الملوحة على أصناف القمح المختلفة وذلك ضمن فاعليات «مشروع تقييم وانتخاب واستنباط تراكيب وراثية لقمح الخبز قابلة للتكيف ومتحمة الملوحة لصالح الزراعة الذكية مناخيا في مصر والممول من منظمة «أكساد» التابعة لجامعة الدول العربية، مشددا علي أن المعهد يؤيد أي مشروعات يحقق زيادة في إنتاجية المحاصيل الحقلية ومنها القمح والشعير والذرة في ظل الإجهادات البيئية مثل ندرة المياه وملوحة التربة لخدمة الأمن الغذائي.
ومن جانبه أشاد الدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة ونقيب الزراعيين بجهود المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة كبيت خبرة عربي يخدم الأمن الغذائي رغم التحديات التي تواجهها المنطقة في ظل تغير المناخ ومحدودية المياه، مشيرا إلي أن أصناف «أكساد» من القمح حققت نجاحات في العديد من الدول العربية وتلقي إقبالا من هه الدولة نظرا لتميزها بتحمل الإجهادات البيئية.
وأضاف «خليفة»، إن الجهود العلمية ساهمت في زيادة إنتاجية محصول القمح من 8 أردب في ثمانينيات القرن الماضي إلي أكثر من 18 أردب كمتوسط عام لإنتاجية المحصول الإستراتيجية، مؤكدا أن ذلك يعكس أهمية البحث العلمي وضرورة التعاون مع أحد أهم المنظمات العربية في مجال الزراعة وهي منظمة «اكساد» الذراع الرئيسي لجامعة الدول العربية.
وأوضح مدير مكتب «أكساد»، في القاهرة إن المركز العربي لديه تجارب نجاح في محافظتي جنوب وشمال سيناء، وفي واحة سيوة بمحافظة مطروح، وتعد نماذج عربية لخدمة الأمن الغذائي، في ظل تحديات المياه والتربة والملوحة، مشيرا إلي إستنباط خبراء «أكساد» أصناف من القمح اكثر تحملا للجفاف وتتميز بالإنتاجية المرتفعة وتوفير المياه.