«من بين 200 صنفا»…هل تغزو المانجو المصرية «السوبر» العملاقة أسواق جنوب شرق آسيا؟
قد تصبح جنوب شرق آسيا قريبًا سوقًا تصديرية جديدة لواحدة من أكثر الفواكه المصرية غير المتوقعة وهي المانجو، رغم أن المنطقة موطن لخمسة على الأقل من منتجي المانجو المعروفين والمصدرين مثل فيتنام والفلبين وتايوان وتايلاند وإندونيسيا، والأخيرة هي ثاني أكبر مزارع للمانجو على مستوى العالم، وإنه رغم أن جنوب شرق آسيا من أهم الدول المصدرة للمانجو على مستوى العالم، إلا أن المنطقة تستورد أيضًا كميات كبيرة من هذه الفاكهة.
واردات جنوب شرق آسيا من المانجو
وأكد تقرير رسمي أصدره الإتحاد الأوروبي إنه مع ذلك، يمكن أن تصبح بعض الأسواق في جنوب شرق آسيا وجهات واعدة لصادرات المانجو المصرية، والتي تتطور الآن بنشاط في مناطق أخرى مثل أوروبا أو الشرق الأوسط، موضحا ان هذه الدول تشكل فرصة كبيرة وسوقية لدخول المانجو المصري وخاصة لأصناف خاصة من المانجو السوبر العملاقة حيث تستحوذ منطقة جنوب أسيا علي حصة سوقية تصل إلي 150 ألف طن من واردات المانجو.
ووفقا لمصدري المانجو فإن التركيز على ما يسمى بالمانجو السوبر، والتي لا يعرفها المستهلكون خارج مصر إلى حد كبير، يمكن أن يستهدف شريحة السوق المتميزة، وبالتالي تجنب المنافسة المباشرة مع غالبية الموردين في أسواق جنوب شرق آسيا.
ووفقا لتقرير إقتصادي تعد ماليزيا وهونج كونج وسنغافورة وتايلاند من بين أكبر 20 دولة مستوردة على مستوى العالم. ومعظم الواردات تتم داخل المنطقة، كما تساهم الصين والهند، مما يترك حصة أصغر للدول الأخرى.
على سبيل المثال، تستورد سنغافورة وحدها ما بين 20 ألفاً و25 ألف طن من المانجو سنوياً، وتمثل تايلاند وماليزيا ما بين 80% و85% من إجمالي الواردات من المانجو المزروع محلياً والمعاد تصديره.
أصناف المانجو في مصر
وتعد مصر موطنًا لأكثر من 200 نوع من المانجو، معظمها غير معروف على مستوى العالم. يستخدم المصدرون المصريون عادةً عددًا قليلًا من الأصناف، ويتم اختيارها لسهولة نقلها وليس لطعمها ونكهتها.
ومع ذلك، يمكن اعتبار الأصناف المحلية الأخرى الأقل شهرة من «المانجو الخارقة» نظرًا لحلاوتها الاستثنائية ونكهتها ورائحتها وطعمها المميزين.
وشددت التقارير علي إنه لا شك أن استهداف السوق في سنغافورة أو غيرها من دول جنوب شرق آسيا سيشكل منافسة شرسة للموردين المصريين، نظراً لوجود المزارعين والموردين المحليين من الدول المجاورة، وبالتالي فإن الاستراتيجية المصرية التقليدية المتمثلة في بيع كميات كبيرة من الأصناف التي يتم تسويقها على نطاق واسع بأسعار منخفضة ليست مجدية في هذه الحالة.
حقيقة المانجو السوبر
كما أن شحن هذه المانجو السوبر العملاقة و الحلوة المحلية جواً إلى وجهات مثل سنغافورة وهونج كونج وماليزيا يمثل فرصة ثمينة للمصدرين المصريين الذين يركزون على الصادرات عالية القيمة. وفي الوقت الحالي، يتراوح سعر الجملة المحلي للمانجو المصرية من 0.25 إلى 0.90 دولار للكيلوجرام.
وعندما يقترن هذا بتكاليف لوجستية للشحن الجوي إلى سنغافورة تبلغ نحو 1.20 دولار للكيلوجرام، فإن هذا يخلق فرصة مثالية لاستهداف شريحة المنتجات الفاخرة في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإنه يقضي على مخاطر اللوجستيات البحرية المرتبطة بحصار البحر الأحمر ويسمح للمصدرين المصريين بتجاوز المنافسة من الموردين في السوق الشامل، سواء كانوا إقليميين أو من دول مثل باكستان أو الصين.
الدول الآسيوية الشهيرة في تصدير المانجو
ومن بين الموردين الآخرين الأقل أهمية دول آسيوية مثل الهند والصين وإندونيسيا وميانمار وباكستان والفلبين وفيتنام وتايوان، فضلاً عن أستراليا التي تزود السوق السنغافورية بإحتياجاتها من المانجو في المقام الأول في الخريف والنصف الأول من الشتاء، في حين يوفر الموردون الآسيويون إمدادات على مدار العام، وتبلغ ذروتها من مارس إلى يونيو كل عام.
سيتم تقديم معلومات تفصيلية حول فرص تصدير الفواكه والخضروات المصرية إلى جنوب شرق آسيا في جلسة خاصة لمؤتمر آسيا للفواكه خلال معرض آسيا للفواكه اللوجستية في 6 سبتمبر. كما سيحظى زوار المعرض بفرص واسعة لتأمين أفضل الصفقات مع المصدرين المصريين طوال المعرض التجاري الذي يستمر ثلاثة أيام في هونج كونج.
كما تقدم وزارة الزراعة المصرية عددا من التسهيلات لتصدير المانجو لمختلف الأسواق الدولية من خلال الحجر الزراعي المصري تشجيعا للقطاع الخاص علي تصدير المانجو المنتجات الزراعية الآخري.
ويلعب المجلس التصديري للحاصلات الزراعية دورا كبيرا في فتح الأسواق الخارجية بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والإستثمار.