وزير الخارجية السوري يستعرض مع مدير «إيكاردا» عودة مقر المركز إلي محافظة حلب
>> المقداد يشيد بالدور العلمي والبحثي لـ«إيكاردا» في سورية، ونتائجه الايجابية إقليمياً و عالمياً
التقى الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية السوري في العاصمة المصرية القاهرة ظهر اليوم، علي أبو سبع المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا»، والذي استضافت سورية مركزه الرئيسي لعقود في في منطقة تل حديا، في محافظة حلب، بحضور الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، وعدد من مسؤولي المركزين.
وإستعرض المهندس علي أبوسبع مدير مركز «إيكاردا» خلال اللقاء الخدمات التنموية التي يقدمها المركز للدول النامية، مشيراً للتحديات المختلفة التي واجهها المركز، وذلك جراء ما تعرضت له تلك المنطقة منذ ٢٠١١ ، مشيدا بالعلاقات التعاون التي ربطت سورية بإيكاردا على مدى سنوات، والمشاريع البحثية والتنموية التي قامت بها «إيكاردا»، والتي لم تستفد منه سورية فقط، بل كل الدول النامية.
وأعرب «أبوسبع»، عن تطلعه للعمل مجدداً مع الحكومة السورية من أجل عودة المركز لعمله في سورية، و استئنافه لمساعدتها في تطوير الإنتاج الزراعي، ومواجهة تحديات تغير المناخ، في ظل التحديات التي تواجه الامن الغذائي العربي بسبب الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية.
من جانبه عبر الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية السوري عن تقديره لعقد هذا اللقاء، وأهمية استئناف زخم العلاقة بين سورية و المركز الدولي للبحوث الزراعية «إيكاردا»، مشيداً بالدور العلمي والبحثي الذي قام به المركز في سورية، والذي انعكست نتائجه الايجابية إقليمياً و عالمياً.
وشدد وزير الخارجية السوري على ضرورة الحفاظ عليها وتطويرها، مشيرا إلي إستعداد الحكومة السورية لتقديم كافة التسهيلات وأوجه المساعدة الممكنة لاستئناف إيكاردا لعملها في سورية.
وكان الوزير المقداد قد وصل صباح اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة لاجراء محادثات مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والمشاركة في أعمال الدورة العادية 162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
يضم الوفد الرسمي المرافق للوزير المقداد، بسام صباغ نائب الوزير، وحبيب عباس معاون الوزير، والسفير حسام الدين آلا، المندوب الدائم لسورية لدى الجامعة العربية، ووسام عجيب مدير إدارة الدعم التنفيذي.
تعاون بين «أكساد» و«إيكاردا» لتنفيذ مشروعات تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة تأثير المناخ
يأتي ذلك بينما سبق أن وقع الدكتور نصرالدين العبيد مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة مذكرة تفاهم مع المهندس علي أبوسبع مديرالمركز الدولي للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة (ايكاردا) للتعاون في تنفيذ مشروعات مشتركة لرفع كفاءة إستخدام الموارد المائية والارضية لخدمة الامن الغذائي ومواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية والتعاون في مجال تبادل الأصول الوراثية وإستنباط أصناف من المحاصيل أكثر تحملا للجفاف وملوحة الأراضي وذلك بحضور المهندس صادق جعفر المحمداوي رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب والدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين والمهندس عباس حسين رئيس جمعية المهندسين الزراعيين بالكويت ووفدي خبراء مركز «أكساد» ومنظمة «إيكاردا».
وقال الدكتور نصرالدين العبيد مدير«أكساد»، إن هذه المذكرة تهدف إلي توطين نتائج الابحاث والدراسات للمساهمة في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة لصالح كافة الدول العربية، والمساهمة في تحقيق الامن الغذائي والمائي والبيئي، في ظل ما تشهد المنطق من تحديات مائية وتاثير خطير لظاهرة تغير المناخ علي الأمن الغذائي العربي.
وأضاف «العبيد»، ان المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، هي منظمة عربية متخصصة والذراع الفني الزراعي لجامعة الدول العربية ، وتعمل على مواجهة التحديات التي تفرضها البيئات الجافة وشبه الجافة ذات الأنظمة الزراعية الهشة والضعيفة، والمتعلقة بتدهور الأراضي وإرتفاع معدلات الملوحة وندرة المياه، مشيرا إلي أن خبراء «أكساد»، نجحوا في تطبيقات البحوث لتحقيق أعلي إنتاجية من مختلف أصناف القمح تحت الظروف المناخية الصعبة المتعلقة بمحدودية الموارد المائية وقلة الأمطار في المناطق الجافة وحتي معدل هطول مطري يصل إلي 50 مم.
وأوضح مدير «أكساد»، إن خبراء من خلال توفير المركز العربي نجحوا في توفير المعطيات العلمية والتطبيقية والتقنيات المتقدمة، لتنفيذ استراتيجية الاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية المتجدَّدة والتعامل مع المشاكل البيئية والتصحر والتنوع البيولوجي والتغيرات المناخية في المناطق الجافة وشبه الجافة، مشيرا إلي أن ذلك تم من خلال العديد من المشروعات بالمنطقة العربية ومنها مصر والجزائر وتونس وسوريا ولبنان.
وأشار «العبيد»، إلي أن مذكرة التفاهم تهدف إلي تبادل الموارد الوراثية النباتية خاصة ذات التحمل المرتفع للملوحة والجفاف ,والقيمة الاقتصادية العالية، واستنباط الاصناف المحسنة ذات الكفاءة الانتاجية المرتفعة والمتحملة للجفاف والملوحة، وذات الكفاءة العالية في استعمال المياه والأسمدة المعدنية لمحاصيل الحبوب الشتوية الصغيرة (القمح الطري، والقاسي، والشعير)، وتحسين الانتاجية والبيئة العامة لسلسلة القيمة ودعم القدرات المؤسساتية لإنتاج القمح.
ولفت مدير «أكساد»، إنه تم الاتفاق مع «إيكاردا»، علي تبادل المعلومات والبحوث والدراسات الخاصة بالبحوث التطبيقية والتطوير لتحسين الإنتاجية الزراعية والاستدامة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والأراضي الجافة والبيئات الهامشية والمالحة، مشيرا إلي أن ذلك يتم من خلال تصميم وتنفيذ مشاريع محددة بشكل مشترك في مجال البحوث الزراعية وإدارة الموارد حيث يمكن استخدام موارد كلتا المنظمتين بشكل أكثر فعالية من خلال الجهود التعاونية المباشرة.
ونبه «العبيد»، إلي إنه بموجب مذكرة التفاهم سيتم تبادل المعلومات وتنفيذ البحوث التطبيقية والدراسات لتحسين الإنتاجية الزراعية والاستدامة في البيئات الهامشية والجافة والمالحة والمتدهورة، مشيرا إلي التنفيذ المشترك لمشاريع الاستخدامات المثلى للمياه والاراضي والادارة المتكاملة للمياه والري والحصاد المائي والمياه الهامشية «غير التقليدية»، لرفع كفاءة الموارد المائية والأرضية وتنفيذ الابحاث التطبيقية ومشاريع نقل وتوطين التكنولوجيا بشكل مشترك مع الدول العربية، وممارسة الجهود المشتركة لتامين التمويل اللازم لهذه الأنشطة والمشاريع.
ومن جانبه قال المهندس علي أبوسبع إن مذكرة التفاهم تأتي في إطار إيجاد حلول لمختلف التحديات التي تواجهها المنطقة وتهدف إلي رفع كفاءة الموارد المائية والأرضية، خاصة أن «إيكاردا» هي منظمة دولية تعمل علي دعم البحوث الخاصة بالتنمية في الأراضي الجافة غير الاستوائية ، مع التركيز على الشعير والعدس والحمص والفول والقمح والأعلاف والمجترات الصغيرة والتربة وإدارة المياه على مستوى المزرعة والاقتصاد الاجتماعي من أجل المساهمة في الأهداف الألفية للتنمية الاستراتيجية.
وأضاف «أبوسبع»، إن مذكرة التفاهم تهدف هذه الى تعزيز التعاون العلمي والتقني بين الطرفين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى من التقدم العلمي والتقنيات الحيوية من خلال البحث العلمي و نقل وتوطين التكنولوجيا في الدول العربية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة و الامن الغذائي.
وأوضح مدير «إيكاردا»، إنه سيتم التعاون تعزيز العلاقات العلمية وبناء القدرات بين الطرفين لتحقيق الأهداف المشتركة وتنفيذ البحوث والدراسات العلمية والتقنية من خلال الجمع بين المهارات والموارد التقنية والعلمية المتوفرة لدى الطرفين لتحقيق المنفعة المتبادلة، وتعزيز التعاون بين الطرفين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك – على سبيل المثال لا الحصر.
وأشار «أبوسبع»، إلي إنه تم الاتفاق علي تطوير التقنيات المتعلقة بالبيئات الزراعية الهامشية والتنظيم المشترك للأنشطة ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك المؤتمرات وورش العمل والدورات التدريبية لتحقيق مهامه، موضحا أن ذلك سيتم من خلال تبادل الخبراء والباحثين والمتخصصين والنشر المشترك لنتائج الابحاث والعمل المشترك لطواقم الطرفين بشكل مشترك بما يحقق ترشيد الإنفاق لصالح العمل في المنظمتين.
وشدد مدير «إيكاردا»، علي تنفيذ البحوث المشتركة الخاصة بتطوير خدمة الممارسات الزراعة المبتكرة والذكية مناخيا لتحسين مقدرة النظم الزراعية التكيفية، والمحافظة على ثباتية الغلة في ظل التغيرات المناخية والمحافظة على الموارد الوراثية ذات التحمل المرتفع للجفاف والاجهادات البيئية والملوحة، وتبادل المصادر الوراثية المتاحة للمحاصيل النجيلية.