بالتعاون مع «أكساد» …«بحوث الصحراء»: تنفيذ مشروع تثبيت الكثبان الرملية في واحة سيوة لمواجهة التغيرات المناخية
>> العبيد: نستهدف رفع كفاءة الموارد المائية والأرضية والحد من التصحر بالمنطقة وتحقيق التنمية المستدامة
أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إنطلاق مشروع تثبيت الكثبان الرملية لمواجهة الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية علي واحة سيوة بالتعاون بين مركز بحوث الصحراء والمركز مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والحد من تعرضها للتصحر وتدهور الإنتاجية الزراعية.
ومن جانبه قال الدكتور نصرالدين العبيد مدير مركز «أكساد»، إن مشروع تثبيت الكثبان الرملية في واحة سيوة، هو مثال حي على أهمية التعاون مع وزارة الزراعة لحماية البيئة وحماية هذه الواحة التاريخية من التدهور البيئي الناجم عن زحف الرمال، نظرا لآثاره علي التنمية المستدامة وخاصة في المجال الزراعي في ظل ما تواجه الواحة من تهديدات مستمرة بسبب حركة الكثبان الرملية التي تغطي مساحات شاسعة من المنطقة.
وأضاف «العبيد»، إن المشروع يستهدف حماية مناطق الزراعة المتميزة في واحة سيوة، والحفاظ علي خواص التربة بمختلف مناطق المشروعات الزراعية لتحقيق أعلي إنتاجية من التراكيب المحصولية المتميزة في واحة سيوة، مشيرا إلي أنه يساهم في حماية النباتات والحيوانات النادرة الموجودة في واحة سيوة، والتي تتكيف مع البيئة الصحراوية القاسية.
وأوضح مدير «أكساد»، إن المشروع المشترك مع مركز بحوث الصحراء، يساهم في حماية الآبار والعيون الطبيعية من التلوث وانسداد المياه الجوفية الناتج عن زحف الرمال المتحركة، ومنع تغطية الأراضي الزراعية بالرمال والحفاظ على إنتاجيتها من التدهور، مشيرا إلي إنه يساهم في رفع كفاءة إستخدام الموارد المائية والأرضية.
وأشار «العبيد»، إلي التقنيات المستخدمة في المشروع وتشمل زراعة أنواع معينة من الأشجار والشجيرات التي تتميز بجذورها القوية وقدرتها على تثبيت الرمال، وبناء سدود من الرمال والحجارة لمنع حركة الكثبان الرملية، وإستخدام المواد الطبيعية مثل الأوراق والأغصان لتثبيت الرمال، و إستخدام أنظمة الري بالتنقيط لتوفير المياه بشكل فعال للأشجار والشجيرات المزروعة ضمن نطاق المشروع.
بينما قال الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء أن المشروع يشمل إنشاء حزام أخضر لحماية مساحة ألف فدان من الأشجار، حيث يعمل هذا الحزام كمصدات للرياح والرمال، مما يسهم في حماية التربة والمزروعات في المنطقة، موضحا أن المشروع يعتمد على استخدام مياه الصرف الزراعي بواحة سيوة، مما يعكس أهمية الاستفادة من الموارد المتاحة بشكل مستدام.
وأشار رئيس مركز بحوث الصحراء، إلى أن هذه المشروعات لا تساهم فقط في تحسين الجانب البيئي، بل تساهم أيضاً في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل وتعزيز الإنتاج الزراعي في واحة سيوة، مما يعود بالنفع على السكان المحليين ويعزز من قدرتهم على مواجهة تحديات التغير المناخي، مناشدا جميع الجهات المعنية إلى دعم هذه المبادرات والمشاركة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تساهم في حماية البيئة وتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الصحراوية.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالله زغلول مستشار وزير الزراعة والمنسق العام للمشروع ان ذلك يأتي فى إطار تنفيذ عدد من مشروعات التعاون المشترك بين وزارة الزراعة ومنظمة «أكساد» والتي تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية في المناطق الصحراوية. ومن أبرز هذه المشروعات مشروع تثبيت الكثبان الرملية في واحة سيوة.
وأضاف «زغلول»، أن المشروع يشمل إنشاء حزام أخضر كمصدات للرياح والرمال، مما يسهم في حماية التربة والمزروعات في المنطقة. مؤكدا أن المشروع يعتمد على استخدام مياه الصرف الزراعي بواحة سيوة، مما يعكس أهمية الاستفادة من الموارد المتاحة بشكل مستدام.
ومن ناحيته قال الدكتور محمود عسكر رئيس الفريق البحثي لمركز «أكساد» إن المشروع يتضمن أيضاً إنشاء محطة للصرف الصحي لمعالجة المياه، والتي سيتم استخدامها في الزراعة. وتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد» ومنظمة «أكساد» ومركز بحوث الصحراء، مما يعكس الجهود المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية.