أستاذ مساعد الكيمياء الحيويه- معهد صحه الحيوان – مركز البحوث الزراعية- مصر
تعد أسماك البلطي من الأنواع الأقتصاديه المهمة في تربية الأحياء المائية، ولكنها تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية، وخاصة الإجهاد الحراري. يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تأثيرات سلبية على صحة ونمو أسماك البلطي.
بعض التأثيرات الرئيسية للإجهاد الحراري على الأسماك
1- زيادة الحاجة للأكسجين: مع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد حاجة الأسماك للأكسجين مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الماء والذى يؤثر سلبًا على كفاءة التنفس لدى الأسماك التى تحتاج إلى بيئة مائية غنية بالأكسجين لتتمكن من البقاء على قيد الحياة والنمو بشكل صحي.
2- تأثير على النمو: الإجهاد الحراري يمكن أن يبطئ من معدل نمو الأسماك؛ حيث درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى زيادة في معدلات الأيض، مما يجعل الأسماك تستهلك طاقة أكبر للبقاء على قيد الحياة بدلاً من استخدامها للنمو. هذا يمكن أن يؤثر على الإنتاجية العامة للمزارع السمكية.
3- زيادة الأمراض: الإجهاد الحراري يمكن أن يجعل الأسماك أكثر عرضة للأمراض. درجات الحرارة المرتفعة قد تضعف جهاز المناعة لدى الأسماك، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفطرية والبكتيرية. الحفاظ على درجة حرارة مناسبة يمكن أن يساعد في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض.
4- تأثير على التكاثر: درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤثر على معدلات التكاثر لدى أسماك البلطي. قد تؤدي إلى تقليل عدد البيض المنتج وزيادة معدلات النفوق بين اليرقات.
تقنيات جديدة لحماية أسماك البلطي من التغيرات المناخية
لمواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، تم تطوير العديد من التقنيات الحديثة لحماية أسماك البلطي؛ نستعرض بعض هذه التقنيات منها:
- أنظمة التهوية المتقدمة: تُستخدم أنظمة تهوية متقدمة لزيادة مستويات الأكسجين في الماء خلال النهار لتقليب طبقات المياه، مما يساعد على تقليل الإجهاد الحراري على الأسماك. هذه الأنظمة تضمن توفير بيئة مائية غنية بالأكسجين، مما يعزز من صحة الأسماك.
- التحكم في درجة الحرارة: تُستخدم أنظمة التحكم في درجة الحرارة للحفاظ على بيئة مائية مستقرة. يمكن استخدام مبردات المياه أو سخانات المياه لضبط درجة الحرارة بما يتناسب مع احتياجات الأسماك. هذا يساعد في تقليل تأثيرات التغيرات المناخية المفاجئة.
- الاستزراع المائي المتكامل: هذا النظام يجمع بين تربية الأسماك وزراعة النباتات في بيئة متكاملة. النباتات تساعد في تنقية المياه وتوفير بيئة أكثر استقرارًا للأسماك.
- استخدام الأطعمة المحسنة: تطوير أطعمة محسنة تحتوي على مكملات غذائية تساعد في تعزيز مناعة الأسماك وزيادة مقاومتها للإجهاد الحراري. ويفضل التغذيه بالأعلاف المضاده للأجهاد وذلك فى الساعات الأولى من اليوم قبل ارتفاع حرارة المياه ومتأخرا بعيدا عن ساعة الذروة والتقليل قدر الأمكان من الأعلاف الغاطسه والأعتماد على الأعلاف الطافية.
- الاستشعار عن بعد: تُستخدم تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة جودة المياه ودرجة الحرارة بشكل مستمر، مما يسمح للمزارعين باتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
- الاستزراع في الأحواض المغلقة: تُستخدم الأحواض المغلقة أو الأنظمة المغلقة لتربية الأسماك في بيئة محكومة، مما يقلل من تأثير التغيرات المناخية الخارجية على الأسماك.
- التحكم في جودة المياه: تُستخدم تقنيات متقدمة لمراقبة وتحسين جودة المياه، مثل أنظمة الترشيح البيولوجي والكيميائي، لضمان بيئة صحية للأسماك.
- التربية الانتقائية: يتم اختيار وتربية الأسماك التي تظهر مقاومة أكبر للإجهاد الحراري والأمراض، مما يساعد في تحسين السلالات المستقبلية.
- استخدام التكنولوجيا الحيوية: تُستخدم التكنولوجيا الحيوية لتطوير أسماك معدلة وراثيًا تكون أكثر مقاومة للتغيرات المناخية والأمراض.
- التدريب والتوعية: تدريب المزارعين على أفضل الممارسات في تربية الأسماك والتعامل مع التغيرات المناخية يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين الإنتاجية والحفاظ على صحة الأسماك.
- الاستزراع في المياه المالحة: بعض المزارعين بدءوا في تجربة تربية أسماك البلطي في المياه المالحة أو المياه قليلة الملوحة، حيث يمكن أن تكون هذه البيئات أكثر استقرارًا من حيث درجة الحرارة وجودة المياه.
- استخدام الأغطية الشمسية: تُستخدم الأغطية الشمسية لتقليل تأثير أشعة الشمس المباشرة على الأحواض، مما يساعد في الحفاظ على درجة حرارة الماء مستقرة.
- التحكم في التغذية: تحسين جداول التغذية واستخدام أعلاف ذات جودة عالية يمكن أن يساعد في تعزيز صحة الأسماك وزيادة مقاومتها للإجهاد.
- الاستزراع في الأنظمة المائية المتنقلة: تُستخدم الأنظمة المائية المتنقلة لنقل الأسماك إلى بيئات أكثر ملائمة عند الحاجة، مما يقلل من تأثير التغيرات المناخية المفاجئة.
- البحث والتطوير: الاستثمار في البحث والتطوير لإيجاد حلول جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على تربية الأسماك.