تقارير

د فوزي يونس يكتب: المتوقع والمأمول لمخرجات قمة الرياض للتصحر COP16

استاذ بمركز بحوث الصحراء- وخبير العمل المناخي والاستدامة- مصر

في اليوم الختامي لقمة الرياض للتصحر واستخدامات الأراضي (COP16) ومن خلال استعراض التالي فإن القمة تأتي في سياقٍ يعزز من مكانة المملكة العربية السعودية كرائدة في الجهود البيئية والتنموية المستدامة ويتماشى مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى تحقيق تحول شامل في إدارة الموارد الطبيعية والحد من آثار تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.

الربط بين مخرجات القمة ومبادرة السعودية الخضراء ورؤية المملكة:

1. الالتزام بمكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة

مخرجات القمة :-

إطلاق التزامات عالمية لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحر.

مبادرة السعودية الخضراء:

زراعة 10 مليارات شجرة في السعودية كجزء من أكبر مشروع للتشجير عالميًا.

إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.
رؤية المملكة : تحقيق استدامة بيئية متكاملة ضمن أهداف “اقتصاد مزدهر” و”وطن طموح”.

2. إطلاق مبادرات إقليمية : –

مخرجات القمة: مبادرات إقليمية لمواجهة التصحر وإدارة الموارد المائية.

الشرق الأوسط الأخضر:

زراعة 50 مليار شجرة بالتعاون مع الدول الإقليمية.

تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 60% في المنطقة.

رؤية المملكة: تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لتحويل المنطقة إلى نموذج للاستدامة.

3. التركيز على الابتكار والتكنولوجيا:

مخرجات القمة : –

دعم الابتكار والتقنيات الذكية لإدارة الأراضي.

مبادرة السعودية الخضراء:

استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية.

تطبيق أنظمة زراعية ذكية لمكافحة التصحر.
رؤية المملكة: دمج التكنولوجيا في كل القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة.

4. تعزيز العمل المناخي:

مخرجات القمة: مواءمة استخدام الأراضي مع أهداف المناخ العالمية.

الشرق الأوسط الأخضر :

الاستثمار في الطاقات المتجددة لخفض الانبعاثات.
مشاريع كبرى مثل مشروع “نيوم” لتعزيز اقتصاد الكربون الدائري.

رؤية المملكة: المساهمة في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.

5. تمكين المجتمعات المحلية:
مخرجات القمة: تمكين السكان المحليين لحماية الأراضي.

مبادرة السعودية الخضراء:

إشراك المجتمعات المحلية في جهود التشجير والحفاظ على الموارد.

رؤية المملكة :

تحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات الريفية وتعزيز جودة الحياة.

قمة الرياض للتصحر واستخدامات الأراضي (COP16) والتي تعقد في الرياض تمثل فرصة هامة لمناقشة القضايا الملحة المتعلقة بالتصحر وإدارة الأراضي واستخداماتها بشكل مستدام.
وقبل ختامها بيومين يمكننا الوقوف علي المتوقع والمأمول منها واستعراضه في عدة محاور رئيسية الا وهي:

المتوقع : –

1. إعلان التزامات جديدة:
وضع أهداف طموحة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحر.

تعزيز الالتزامات المالية من قبل الدول والمنظمات لدعم المبادرات ذات الصلة.

2. إطلاق مبادرات إقليمية وعالمية:
برامج لإعادة تشجير المناطق الجافة.
حلول مبتكرة لإدارة الأراضي الزراعية والمياه بشكل مستدام.

3. التعاون الدولي:
تعزيز الشراكات بين الدول المتأثرة بالتصحر والدول المانحة.

توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لدعم الاستدامة.

4. التركيز على التكنولوجيا والابتكار:
دعم التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الأراضي.
توجيه استثمارات نحو الحلول القائمة على الطبيعة.

5. إصدار تقارير ومؤشرات محدثة:
تقييم أثر الجهود السابقة لمكافحة التصحر.
تقديم بيانات حول الوضع الراهن للأراضي المتدهورة عالميًا.

المأمول :-

1. تعزيز الطموح المناخي:
أن تساهم القمة في مواءمة سياسات استخدام الأراضي مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

2. إيجاد حلول عملية للمناطق المتضررة:
توفير دعم ملموس للدول التي تعاني من التصحر، خصوصًا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

3. رفع مستوى الوعي:
تعزيز التوعية العالمية حول أهمية الأراضي المستدامة لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

4. ضمان التزام طويل الأمد:
إنشاء آليات لمتابعة تنفيذ الالتزامات التي ستصدر عن القمة.

5. دعم المجتمعات المحلية:
التركيز على دور السكان الأصليين والمجتمعات المحلية في حماية الأراضي وتحقيق الاستدامة.

وختاما فإذا تمكنت القمة من تحقيق هذه الأهداف فستكون خطوة كبيرة نحو معالجة قضايا التصحر وإدارة الأراضي بشكل مستدام علي كافة المستويات محليا واقلميا ودوليا.

وفي الختام يمكننا القول بأن قمة الرياض (COP16) تمثل امتدادا عمليًا وفعّالًا لتعزيز رؤية المملكة لتحقيق الاستدامة البيئية. الربط بين مخرجات القمة ومبادرة السعودية الخضراء يعكس التزام المملكة بقيادة الجهود العالمية نحو تحقيق شرق أوسط أخضر ومستقبل بيئي مستدام مما يضعها في مقدمة الدول الملتزمة بتطبيق حلول جذرية وابتكارية لتحديات التصحر والمناخ عالميًا وإقليميا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى