د شيماء زايد تكتب: التسمم الدموي النزفي في العجول
التسمم الدموي النزفي في العجول هو من أخطر الأمراض الوبائية التي تهدد قطاع الماشية و تكمن خطورته بأن الميكروب المسبب للمرض يعيش بشكل طبيعي داخل الجزء العلوي من الجهاز التنفسي و ينتهز فرصة أي سقوط مناعي للحيوان ليظهر قوته و شراسته و الهزة المناعية التي يتعرض لها الحيوان تعقب إصابته ببعض الفيروسات الشرسة مثل الحمي القلاعية أو حمي الثلاثة أيام و (IBR, BVD, Para-influenza, Syncytial viruses) او نقل الحيوانات في ظروف مناخية شديدة البرودة او الحرارة.
المسبب المرضي لمرض التسمم الدموي النزفي
بكتيريا عضوية سالبة الجرام تسمى الباستريلا مالتوسيدا (التسمم الدموي) بكتريا غير متحركة شكلها كروي او قصبي تتميز بانها تصبغ غامقا من الطرفين . عترات شديده تتكاثر بسرعه ولها القدرة علي مواجهة الخلايا بالجسم وتكمن اسلحة هذا الميكروب في قدرته علي افراز بعض السموم(leukotoxin) التي تستطيع تكسير الخلايا المناعية التي تهاجمه و لا تقف خطورته علي ذلك فقط و لكن تدمر و تخرب في الأوعية الدموية وتسبب الجلطات المميتة و له من الأسلحة الفتاكة التي تزيد من السمية و ارتفاع درجة الحرارة لجسم الحيوان(lipopolysaccharide) و العديد من الأسلحة الفتاكة القاتلة لأنسجة الرئة. مدة الحضانة من 1:3 أيام و تختلف حسب ضراوة البكتريا و مناعة الحيوان و يعد الاتصال المباشر بين الحيوانات السليمة و المصابة هو أحد أهم طرق انتقال العدوي لذا يتجوب علينا عزل الحيوانات المصابة فورا عند تشخيصها
و هناك الكثير من المضادات الحيويه التي لها تأثير فعال و قوي علي الباستريلا علي رأسها التولثراميسين و التيلديبيروزين و الفلورفينيكول.
ويعتبر هذا المرض من أشهر أسباب الموت المفاجئ في الماشية
أعراض مرض التسمم الدموي النزفي
ارتفاع درجة الحرارة و افرازات مخاطية متعكرة من الأنف و التنفس يصبح سريع و بصعوبة حتي يلهث الحيوان بخروج لسانه خارج الفم و يصبح التنفس من الفم بصعوبة ,ورم أوديمي بالرقبة والزور، وكحة شديدة و يموت الحيوان في خلال ساعات وعند تشريح الحيوان نجد إصابات بالغة في الرئة احتقان و أنزفة وجلطات و التهاب شديد في البلورا و أغشية القلب و تحول النسيج الرئوي من نسيج اسفنجي إلي نسيج كبدي (hepatization of lung).
علاج مرض التسمم الدموي النزفي
قبل بداية العلاج لابد من تقييم الحالة الصحية للحيوان و الوضع في الاعتبار عن مدى استجابة الحيوان للعلاج لأنه بمنتهى البساطة كل تأخير يوم في بداية العلاج الصحيح يصاحبة تراجع في نسبة الشفاء لأن أنسجة الرئة من الأنسجة الغير قابلة للتجديد في حالة تحولها من نسيج أسفنجي إلى نسيج كبدي (hepatization of the lung).
- استخدم المضاد الحيوي المتخصص في علاج الالتهابات الرئويةو ذو كفاءة عالية و متخصصة ضد الباستريلا مثل التولثراميسين و عائلة الميكرولويدز و الفلورفينيكول و عائلة الكينولونز من المضادات الحيوية
- مضادات الالتهاب المتخصصة مثل الفلونكسين ميجلومين و الميلوكسي كام
- مضادات الحساسية مثل الهستاكيور و الترايبيلين
- رافعات المناعة المختلفة من أحماض أمينية و الفيتامينات و بالأخص فيتامين أ , د, هـ
الوقاية من مرض التسمم الدموي النزفي
- منع التكدس والتزاحم وتقليل مصادر التوتر والاجهاد الشديد مما يؤثر علي المناعه وتهيئة الحيوان للاصابة بداء الباستريللا
- اتخاذ الاجراءات الصحيه خصوصا عند شحن الحيوانات حيث الاجهاد الشديد بسبب النقل لمسافات طويلة يعرضها للاصابة بالمرض لئا بسمي بحمي النقل
- توفير تهوية جيدة.
- مراعاة نظافة التربة وأماكن التربية.
- التغذية الجيدة.
- تجنب البرودة الشديدة وتيارات الهواء والحر الشديد.
- كن حريص علي التحصين المستمر للامراض الفيروسية المنشط الرئيسي لهذا الميكروب اللعين و من ثم التحصين لمرض التسمم الدموي كل ستة أشهر باستخدام اللقاح المناسب
عن كاتب المقال:
شيماء زايد – باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية المنصوره