طاعون المجترات الصغيرة يكتبها الدكتور محمد مصباح

طاعون المجترات الصغيرة
طــــــاعون الأغــــنام و الماعـــــــــــــز
من أخطر الأمراض الفيروسية التي تهدد الأغنام و الماعز ليس في مصر فقط بل علي مستوى العالم و يسبب خسائر إقتصادية ليست بالهينة تقدر بـ 1.45 : 2.1 مليار دولار أمريكي حسب تقرير المنظمة الدولية لصحة الحيوان (WOAH) وقد تم اكتشاف هذا الفيروس الخطير عام 1942 بقارة أفريقيا تحديدا في ساحل العاج وفي عام 1987 تم تشخيصه لأول مره في محافظة الجيزة بقرية كفر حكيم و في عام 1989 بمحافظة الفيوم الملاحظ علي الأراضي المصرية التغيير الوبائي للمرض خلال 15 عام الماضية حيث تم تسجيل حالات في محافظات مصر المختلفة.

قطاع الأغنام و الماعز ليس بالقطاع الهين كما يظن البعض فهناك أكثر من 330 من المزارعين الفقراء في قارتي آسيا و أفريقيا يعتمدون في زيادة الدخل و الكسب المعيشي علي الأغنام و الماعز حيث أن 80% من إجمالي تعداد الأغنام و الماعز يتمركز في تلك القارتين اي ما يزيد عن 1.7 مليار رأس من الأغنام و الماعز من إجمالي 2.1 مليار رأس علي مستوى العالم و من ثم فإن إنتاج اللحوم من ذلك القطاع يصل إلى 11 مليون طن بينما الحليب يصل إلى 22 مليون طن لصالح قارتي أفريقيا و آسيا بسيطرة تصل إلى 78% من إجمالي الإنتاج العالمي السنوي و حسب تقارير المنظمات العالمية بحلول عام 2030 سيرتفع الطلب علي اللحوم و الحليب في قارتي أفريقيا و آسيا إلى 137 و 177 في المائة.

و لذلك تأتي خطورة طاعون الأغنام و الماعز في سرعته الرهيبة في الانتشار التي قد تصل إلى 90% و يستطيع أن يقتل 30 : 70% من الحيوانات المصابة
المسبب الفيروسي للمرض : ينتمي إلى جنس Morbilivirus و تحديدا عائلة Paramyxoviridae ومن رحمة الله عز وجل أن هذا الفيروس ضعيف جدا خارج جسم الحيوان لا يستطيع العيش لبضعة ساعات تقتله آشعة الشمس و المطهرات مثل الفينول 2% و الفورمالين 2% و الحيوان المصاب هو مصدر العدوى و ينقلها بطريقة مباشرة و غير مباشرة للحيوانات السليمة و الإصابات تكون حاده و شرسه في الماعز عن الأغنام و أيضا في الأعمار أقل من سنتين عن الأكبر عمرا و الحيوان الذي تم شفاؤه لا يكون حاملا للمرض و يأخذ مناعة مدى الحياة.

الأعراض المرضية: فترة حضانة المرض من 2 : 6 أيام يعقبها ارتفاع شديد في درجة الحرارة 40.5 : 41.5 افرازات أنفية مصاحبة بمخاط صديدي و قشور كثيفة داخل فتحة الأنف قد تؤدي إلي صعوبة في التنفس مع إفرازات دمعية قد تكون صديدية و التهاب و تورم في العين مع وجود غشاء دفتيري في سقف حلق الفم و اللسان مع وجود رائحة كريهة وتنكرز أيضا في اللثة و تورم في الشفاه مما يجعل صعوبة في الأكل يصحبها إسهالات شديدة ممخطة بالدم.

وفي المراحل الأخيرة من المرض يكون هناك التهابات رئوية شديدة و نؤكد على أن نسبة الوفيات في الماعز هي الأشرس من الأغنام. و بتشريح الحيوانات النافقة اكثر الأعراض المميزة توجد في المستقيم و الأمعاء الغليظة احتقان شديد علي شكل خيوط مثل الشكل الحمار الوحشي (Zebra Stripping) و الحيوانات التي تم شفاؤها تأخذ مناعة مدي الحياة.
أما بالنسبة للعلاجات فهي عرضية من مضادات التهاب و رافعات مناعة و محاليل و مضادات حيوية مناسبة لتفادي العدوى الثانوية ولكن دائما شعارنا هو الوقاية خير من العلاج فالطريق الوحيد للوقاية هو التحصين المستمر للقطعان باستخدام اللقاح الحي الذي ينتج في مصر بمعهد الأمصال و اللقاحات بكفاءة عالية و يبدأ عمر التحصين من عمر 3:4 شهور من العمر و التحصين آمن علي الحيوانات العشار
الوقاية من طاعون المجترات الصغيرة = رعاية + تغذية + تحصين