
مرض الحمى القلاعية.. أحد الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الحيوانات، خاصة تلك ذات الحوافر مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير.
ويُعد هذا المرض من التحديات الكبيرة التي تهدد الثروة الحيوانية على مستوى العالم، إذ يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة نتيجة تأثيره السلبي على إنتاجية الحيوانات.
مرض الحمى القلاعية
ينتمي الفيروس المسبب للمرض إلى عائلة الفيروسات القلاعية، التي تنتقل أساسًا بين الحيوانات من خلال السوائل الجسدية مثل اللعاب والبول والإفرازات المخاطية.
تشكل الحمى القلاعية خطرًا كبيرًا على قطاع الزراعة، حيث تؤثر بشكل مباشر على إنتاج اللحوم والحليب، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية. وتعد الأوبئة الناتجة عن هذا المرض ذات تأثير بالغ في بعض المناطق، مما يستدعي تطبيق تدابير صحية ووقائية صارمة للسيطرة على انتشاره.

أعراض الحمى القلاعية
تتميز أعراض الحمى القلاعية بظهورها السريع وتفاوتها بين الحيوانات، ويرتبط ذلك بنوع الفيروس والحالة الصحية للحيوان. من أبرز الأعراض التي قد تظهر على الحيوانات المصابة ما يلي:
– ارتفاع الحرارة: يُعتبر هذا العرض من أولى المؤشرات، حيث ترتفع درجة حرارة الحيوان بشكل غير طبيعي لتصل إلى حوالي 40 درجة مئوية أو أكثر، وهو دليل على وجود عدوى فيروسية.
– تقرحات داخل الفم: تُعد التقرحات المؤلمة في الفم من الأعراض الشائعة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بتورم في الأنسجة، مما يسبب صعوبة في تناول الطعام والشراب.
– تقرحات في الأقدام: تنتشر التقرحات أو البثور الصغيرة على الحوافر وسطح الجلد، مسببة ألمًا شديدًا للحيوان، مما يؤدي إلى مشكلات في الحركة وحدوث عرج.
– إفرازات من الفم والأنف: يُلاحظ عادة خروج إفرازات مخاطية من الأنف والفم في المراحل الأولى من المرض. ومع تقدم الحالة، تصبح هذه الإفرازات أكثر كثافة.
– فقدان الشهية: تسبب التقرحات في الفم والأقدام ألمًا كبيرًا، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في شهية الحيوان المصاب وقدرته على تناول الطعام والشراب.
– التهاب الأعضاء الداخلية: في حالات نادرة، قد يتسبب الفيروس في التهابات تصيب أعضاء داخلية مثل القلب والرئتين، مما يزيد من تعقيد الحالة الصحية للحيوان.
– انخفاض الإنتاجية: ينعكس أثر المرض على إنتاجية الحيوان بشكل سلبي، حيث تتراجع قدرة الأبقار على إنتاج الحليب، كما ينخفض وزن الحيوانات نتيجة قلة الشهية وصعوبة الحركة.
هل تنتقل الحمى القلاعية للإنسان؟
من الأسئلة الشائعة التي تطرح عند الحديث عن الحمى القلاعية هو ما إذا كان هذا المرض يمكن أن ينتقل إلى الإنسان.
وعلى الرغم من أن الفيروس المسبب للحمى القلاعية شديد العدوى بين الحيوانات، فإنه لا يمثل خطرًا مباشرًا على الإنسان، فـ وفقًا لمنظمات الصحة العالمية والهيئات البيطرية الدولية، لا توجد أدلة قاطعة تشير إلى أن هذا الفيروس يمكن أن يسبب العدوى لدى البشر.
تعد الحمى القلاعية مرضًا يقتصر على الحيوانات، ولا يشكل تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان. ومع ذلك، في حالات نادرة جدًا، قد يتعرض الإنسان للفيروس إذا تعامل مباشرة مع مواد حيوانية مصابة. ومع ذلك، تبقى هذه الحالات استثنائية وغير مثيرة للقلق من الناحية الصحية.
الوقاية والعلاج من الحمى القلاعية
للوقاية من مرض الحمى القلاعية والحد من انتشاره، تُعد التدابير الوقائية والتطعيمات من أنجع الوسائل المتاحة. تقوم العديد من الدول بتنفيذ برامج تطعيم دوري للحيوانات بهدف تقليل تأثير المرض على الثروة الحيوانية. إضافة إلى ذلك، يتم فرض رقابة صارمة على حركة الحيوانات لمنع انتقال العدوى عبر الحدود.
من الضروري عزل الحيوانات المصابة فور اكتشافها لتقليل احتمالات انتقال المرض إلى باقي القطيع. كما تلعب المبيدات الحشرية دورًا مهمًا في مكافحة الحشرات التي تعمل كناقل للفيروس. وفي حالة اكتشاف المرض داخل إحدى المزارع، يتم إغلاق المزرعة مؤقتًا واتخاذ إجراءات تطهير شاملة لتقليل التلوث والسيطرة على انتشار العدوى.