
التهاب الضرع لدى الأبقار هو حالة يتعرض فيها جزء أو أكثر من الضرع للالتهاب، ويعد واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا وتأثيرًا على صحة قطعان الأبقار الحلوب، حيث ينتشر بشكل واسع بين هذه القطعان.
يمثل التهاب الضرع مشكلة جماعية تؤثر على القطيع بأكمله بدلاً من كونه مشكلة فردية تقتصر على بقرة واحدة، إذ إن إصابة إحدى الأبقار بالعدوى في الضرع قد تتسبب في انتقال المرض وانتشاره بين بقية أفراد القطيع.
أسباب إلتهاب الضرع في الأبقار
يتسبب التهاب الضرع في الأبقار بعدة عوامل مرضية تسهم في نقل العدوى، أبرزها الجراثيم التي لا تُرى بالعين المجردة.
تستوطن هذه الجراثيم غالبًا في البيئة المحيطة بالحيوان، مثل سطح الضرع، سيقان البقرة الأمامية والخلفية، والفضلات المستخدمة لتجفيف أرضية الحظيرة، كما تنتقل العدوى عبر أدوات الحلب الملوثة أو الأيدي غير النظيفة للحلواني.
وتعد قناة الحلمة المدخل الأساسي الذي تتسلل من خلاله الجراثيم إلى الضرع، مما يؤدي إلى إصابة الأبقار الحلوب بالتهاب الضرع.
وتتعدد العوامل التي تسهم في انتقال الجراثيم بين الأبقار، وأهمها:
– عدم تنظيف أيدي الحلواني بشكل جيد.
– استخدام أدوات حلب غير معقمة.
– استعمال أقمشة ملوثة لتنظيف الضرع.

ما هي أعراض ألتهاب الضرع في الأبقار؟
وفي هذا الجانب، يظهر التهاب الضرع لدى الأبقار بمظاهر تختلف حسب شدة الحالة، ويمكن أن يكون واضحًا أو خفيًا. في الحالات الواضحة، تظهر أعراض مرئية تشمل ارتفاع حرارة الضرع، ألمًا عند لمسه، تورمًا أو انتفاخًا غير طبيعي في الجزء المصاب، كما يعد تغير خصائص الحليب مؤشرًا مهمًا؛ فقد يكتسب الحليب قوامًا أكثر لزوجة أو يصبح مائيًا بشكل ملحوظ أو يجمع بين الحالتين، بالإضافة إلى احتمالية ظهور لون أصفر أو أحمر.
وفي الحالات الواضحة الشديدة، قد تتفاقم الأعراض إلى التسمم الدموي، بينما تكون طفيفة في بدايتها وتقتصر على تغيرات في الحليب دون تأثيرات ملحوظة على البقرة.
أما التهاب الضرع غير الواضح فيصيب أنسجة إنتاج الحليب دون إظهار علامات ظاهرة، مما يجعل اكتشافه صعبًا دون استخدام أدوات تشخيص متخصصة.
تصنَّف الإصابات بناءً على شدتها إلى ثلاث درجات: خفيفة، متوسطة، وشديدة. في الحالات الخفيفة، يكون التأثير محدودًا وقد يُلاحظ تخثر الحليب أو تورم طفيف في الضرع.
بينما تميز الحالات المتوسطة بتغيرات واضحة في الحليب مصحوبة بحدوث انتفاخ أكبر، إلى جانب ظهور أعراض تؤثر على الصحة العامة للبقرة مثل الحمى وفقدان الشهية.
أما الحالات الشديدة، فتُعد حرجة للغاية حيث تتوقف البقرة عن الأكل بشكل كامل، وترتفع حرارتها درجات كبيرة مع ظهور انتفاخ واضح جدًا في الضرع وتغيرات بارزة في شكله وحالته العامة.

طرق الوقاية من مرض إلتهاب الضرع
للحفاظ على صحة الأبقار الحلوب وضمان جودة إنتاجها، يُعتبر الالتزام الدائم بنظافة البيئة المحيطة بها أمرًا أساسيًا. كما يجب توفير نظام غذائي يتناسب مع مستوى إنتاج الحليب ومرحلة الحمل التي تمر بها الأبقار، مع ضرورة تجنب أي تغييرات مفاجئة في النظام الغذائي للتقليل من تأثيرات سلبية محتملة على صحتها. يُنصح أيضًا بفحص الأبقار يوميًا للتأكد من خلوها من أي علامات أولية لالتهاب الضرع، وذلك عبر مراقبة الحليب الأول عند بدء عملية الحلب.
في بداية الحلب، ينبغي تنظيف الضرع جيدًا لضمان المحافظة على النظافة، ثم استخدام محلول اليود لغمس الحلمات بعد إتمام العملية. في حال ظهور أي علامات واضحة لالتهاب الضرع على إحدى الأبقار، يتوجب استدعاء الطبيب البيطري فورًا لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب، مع اجتناب محاولة علاج الأبقار المصابة بشكل شخصي.
يجب الالتزام بالطريقة الصحيحة للحلب، إذ يُنصح بحلب الأبقار المصابة بالتهاب الضرع يدويًا وتركها حتى نهاية عملية الحلب قبل الانتقال إلى الأبقار السليمة. علاوةً على ذلك، من المفيد التشاور مع الطبيب البيطري لتحديد حالات التهاب الضرع غير الظاهر داخل القطيع والتعاون معه لاتخاذ التدابير المناسبة للتعامل مع الأبقار التي تزيد من احتمالات انتشار الالتهاب.
للحد من خطر الإصابة بالتهاب الضرع غير الظاهر ومكافحة العدوى الجديدة، يمكن استخدام أعشاب تجفيف الضرع خلال فترة التجفيف. وعند إدخال أبقار جديدة إلى القطيع، يُفضل إخضاعها لفحص ضرع شامل على يد الطبيب البيطري للتأكد من خلوها من أي مشكلات قد تؤثر سلبًا على صحة القطيع بأكمله.