بيطري

د زغلول خضر يكتب : السيلاج و أهميته في تغذية الحيوان

السيلاج ماده منتجه عن طريق تخمر محكم لمحصول عالي الرطوبة وأشهر المحاصيل المستخدمة لهذه العملية هو محصول الذرة

الهدف الرئيسي الأول من حفظ المحاصيل عن طريق التخمر الطبيعي هو تحقيق ظروف لاهوائية، ويتم هذا عمليا عن طريق تقطيع المحصول أثناء الحصاد وملء سريعة للصومعة (Silo) مع كبس كاف و غلق محكم ولعل الهدف الأساسي من الغلق هو الحد من دخول الهواء ودورانه من جديد أثناء التخزين. عندما يكون الأكسجين في ملامسه مع العشب لأي فترة زمنية يحدث نشاط هوائي تنحل المادة إلى ناتج عديم الجدوى، غير صالح للأكل و أحيانا سام.

كما أن الهدف الرئيسي الثاني هو إعاقة نشاط كائنات حية دقيقة غير مرغوبة مثل الكلوستريديا “clostridia “، وانتيرو بكتيريا”enterobacteria “البكتيريا العصوية سالبة جرام و تخرج هذه الأنواع نواتج تخمر غير مرغوب و يمكن الحد من نشاط هذه الكائنات الدقيقة إما عن طريق تشجيع نمو بكتيريا حمض اللاكتيك أو بواسطة استخدام إضافات كيميائية .

بكتيريا حمض اللاكتيك تعمل علي تخمير سكريات موجودة طبيعيا (الجلوكوز والفركتوز بالدرجة الأولى) في المحصول إلى مخلوط من الأحماض، ولكن يسودها حمض اللاكتيك ويعمل هذا الأخير على زيادة تركيز ايونات الهيدروجين إلىمستوى يمنع فيه نمو البكتريا الغير مرغوب فيها .

• يؤدى حفظ محاصيل الأعلاف الخضراء فى صورة سيلاج إلى تقليل الفاقد الناتج عن التخزين الجاف .

• يحتفظ السيلاج بنسبة أعلى من الطاقة والبروتين والكاروتين وذلك مقارنة بالدريس .

• يمكن توفير السيلاج كعلف حيواني في أى وقت من السنة وبأقل التكاليف .

• إمكان حصاد أجزاء المحاصيل التي سيصنع منها السيلاج تحت أي ظروف جوية يمكن العمل تحتها فى الحقل .

• زيادة نسبة الحشائش في الأعلاف الخضراء تعطي دريس سيئ ولكن يمكن حفظها فى صورة سيلاج جيد .

• يتميز السيلاج بنكهة طيبة وطعم مستساغ وتقبل عليه الحيوانات مما يزيد الإنتاج الحيواني .

• القضاء على نسبة كبيرة من الحشائش حيث أن بذور الحشائش تفقد قدرتها على الإنبات عند وجودها فى السيلاج وبالتالي فإن تكرار عمل السيلاج يقلل من إنتشار الحشائش فى الأراضي الزراعية .

• يمكن ضغط السيلاج فى حيز محدود ولذا يحتاج إلى مساحات أقل للتخزين .

• عدم وجود فرصة للإشتعال الذاتى أو الحريق كما فى حالة الدريس .

• أثبتت الدراسات والبحوث الحديثة أن السيلاج أكثر أهمية في تغذية حيوانات اللبن خاصة فى الصيف عند قلة الأعلاف الخضراء .

• ارتفاع معامل هضم المركبات الغذائية نتيجة لفعل الميكروبات والإنزيمات النباتية .

• يمكن إستخدامه كبديل بجزء من البرسيم مما يؤدي إلى تخفيض مساحة البرسيم وزراعتها بالقمح

• تصنيع السيلاج يؤدي إلى إخلاء الأرض مبكرا شهرا يمكن زراعة عروة أخرى من الذرة أو من أي محصول أخضر .

• تصنيع السيلاج يخلص البيئة الزراعية من الحطب الذي يعتبر مصدر للحرائق والآفات وهذا بدوره يعمل على تقليل تلوث البيئة .

من وجهة نظر المزارعين، تقدم إنتاج السيلاج بعض الفرص، حيث يتجاوز العائد ٦٠ طنًا للهكتار (٢٤.٣ طن/فدان)، مما يمنح المزارع سعرًا مشابهًا أو أعلى في بعض الحالات من إنتاج بذور الذرة. بالإضافة إلى ذلك، يشغل القطعة الأرضية وقتًا أقل، مما يعطي خيار الزراعة المتعددة

إضافات ترفع القيمة الغذائية للسيلاج:

مثل: – اليوريا – الأمونيا- الحبوب – حامض البروبيونك – الأملاح المعدنية – الحجر الجيري – ملح الطعام.

وتعتبر تلك المجموعة من الإضافات أفضل أنواع الإضافات حيث أنها لاترفع فقط من القيمة الغذائية للسيلاج بل تساعد أيضاً في عمليات التخمر.

وسنتكلم بصفة عامة علي أثر إضافة بعض المواد المساعدة علي حفظ السيلاج وارتفاع جودته.

1 – لكون السكريات (الكربوهيدرات) هي المادة الأساسية في إتمام عملية التخمر وفي حالة عدم وجود كمية كافية منها فإن النشاط البكتيري يتجه إلي هدم البروتين للحصول علي الطاقة مما يقلل من القيمة الغذائية للسيلاج علاوة علي التأثير السييء للمركبات النيتروجينية الناتجة علي طعم ورائحة السيلاج.

ونلاحظ أن المحاصيل البقولية والنجيلية الصغيرة فقيرة في المحتوي الكربوهيدراتي مع ارتفاع نسبة الرطوبة عن %70 وبالتالي تصبح كفاءة التخمر قليلة.. ولضمان جودة التخمر وبالتالي ارتفاع نوعية السيلاج يجب إضافة مواد كربوهيدراتية بنسبة 0.5 – %1 من مادة العلف المحفوظ مثل:

أ – المولاس:

حيث أنه يحتوي علي 50 – %60 سكر ويضاف بمعدل 14 – 18كجم/طن للبقوليات أو 9 – 11كجم/طن للنجيليات.

ب – الحبوب المطحونة:

مثل الذرة المجروشة – الشعير – القمح – الذرة الرفيعة – السورجم بمعدل 70 – 90كجم/طن بقوليات و30 – 35كجم/طن للنجيليات.

وتفضل الحبوب المطحونة عن المولاس في حالة الأعلاف العالية الرطوبة حيث أنها تمتص الرطوبة الزائدة وتقلل الرشح.

2 – طالما أن هدف التخمر هو إنتاج حمض اللاكتيك والخليك لرفع الحموضة لدرجة كافية لوقف النشاط البكتيري.. فإنه يمكن الوصول لنتيجة مماثلة لإرتفاع الحموضة بإضافة الأحماض المعدنية مثل حمض الكبريتيك أو الهيدروكلوريك بمعدل 12 – 16 لتر حامض مخفف لكل طن علف وهذه النسبة سترفع حموضة العلف إلي 3.6 -4 وتوقف نشاط الخلايا وتحفظ البروتين والكاروتين من التحلل وتعطي سيلاج جيد الطعم ولكنها مكلفة وقد تسبب ضرر للسيلو أو للعاملين يلاحظ في حالة هذا النوع من السيلاج إعطاء الحيوان بيكربونات الصوديوم في غذائه لمعادلة أثر الحموضة المضافة.

3 – إن خفض نسبة الرطوبة في المحاصيل العالية الرطوبة قبل كبسها إلي 60 – %68( وذلك بالسماح لها بالذبول الجزئي بعد قطععها) تعطي سيلاج جيد مستساغ وتخلق ظروف أفضل لنشاط بكتيريا حامض اللاكتيك ويثبت نشاط – بكتيريا حامض البيوتريك أو يمكن استخدام المواد المعدلة للرطوبة مثل قوالح الذرة – الحبوب المجروشة أو الدريس المطحون وذلك لامتصاص السوائل العصيرية والرطوبة الزائدة وتقليل فقد المواد الغذائية بالرشح (طن سيلاج يحتاج إلي 180كجم دريس جاف ليعدل محتوي الرطوبة من %75 إلي %65).

4 – يمكن الحفاظ علي السيلاج بإضافة مواد معقمة مثل الفورمالدهيد أو ثاني أوكسيد الكبريت بمعدل 2.7كجم/طن أو ميتابيسلفيت الصوديوم بمعدل 3.6كجم/طن.

5 – إن إضافة المزارع الغنية ببكتيريا حامض اللاكتيك إلي العلف لتشجيع تكوين هذا الحامض يساعد علي إعطاء سيلاج جيد بشرط توفر السكريات بدرجة ملائمة في نفس الوقت.

6 – في حالة الاحتياج إلي رفع نسبة بروتين السيلاج يمكن إضافة اليوريا إلي السيلاج حيث إنها تؤدي إلي رفع نسبة البروتين نتيجة لفعل الميكروبات في السيلاج في تخليق البروتين به (مثل عمل البكتيريا في الكرش).. وكذلك تزداد الأحماض الأمينية الموجودة في السيلاج وتزداد نسبة معامل هضم البروتين وعادة يستخدم نسبة %0.5 (500جم يوريا لكل 100كجم سيلاج) وقد يستعاض عن اليوريا بكبريتات الأمونيوم أو محلول الأمونيا.

عن كاتب المقال :

د. زغلول احمد خضر باحث أول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة

 

زر الذهاب إلى الأعلى