د نانيس سالم تكتب: دور المثبطات المناعية في إنتشار أمراض مزارع الدواجن
باحث الكيمياء الحيوية والنقص الغذائي- معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل فرعي الزقازيق – مركز البحوث الزراعية
ماهو الجهاز المناعي في الدواجن؟
يعتبر الجهاز المناعى هو خط الدفاع الأول للجسم ضد الأجسام الغريبة والمسببات المرضية وذلك من خلال القضاء على الكائنات الغريبة (انتيجين) والتقليل من أثر المواد السامة الناتجة منها وهذا يطلق عليه الاستجابة المناعية. هذا الجهاز منظم تنظيم هائل فى صورة شبكة من الخلايا المتداخلة وأى تفاوت فى هذا التنظيم يؤدى إلى تثبيط الجهاز المناعى . المناعة تتكون من خلايا ذات تركيب بروتيني وتنتج في أعضاء معينه مختلفة ومنتشرة في جسم الكائن الحي .
يتكون الجهاز المناعي للدجاج من نوعين من الآليات هما متخصصه أو غير متخصصة:
1- تشمل الآليات المناعية غير المتخصصة (الفطريه) الطرق الطبيعيه التي تقاوم بها الطيور المرض وتشمل العوامل التالية:
- الميزات التشريحية: العديد من الكائنات الحية المرضية غير قادرة على اختراق أغطية جسم الطيور السليمة الجلد والأغشية المخاطية أو تصبح محاصرة في إفرازات مخاط الجسم ولذلك تؤثر بعض حالات نقص التغذية (مثل نقص البيوتين) والأمراض المعدية على سلامة أغطية الجسم مما يسمح باختراق الكائنات المرضية.
- البكتيريا الطبيعية: عادةً ما يحافظ جلد الطيور وجهازه المعوي على كثافة ثابتة من البكتيريا النافعة والتي تمنع غزو الكائنات المرضية.
- أهداب الجهاز التنفسي: أجزاء من الجهاز التنفسي مبطنة بالأهداب التي تزيل الميكروبات والغبار بشكل طبيعي.
- عوامل وراثية: طور العلماء سلالات دواجن لا تحتوي على المستقبلات اللازمة لكائنات مرضية معينة. على سبيل المثال بعض سلالات الدجاج المقاومة وراثيا لفيروس الليكوزيس.
- النظام المتمم (Complement system): هو جزء من الجهاز المناعي الغير متخصص (الفطري) الذي يعزز قدرة الأجسام المضادة والخلايا البلعمية على القضاء على الميكروبات ويهاجم الغشاء البلازمي للميكروبات ويشمل .Lectin pathway
2- تشمل آليات المناعة المتخصصة التي تشكل الجهاز المناعي المتخصص على:
المناعة الدموية و المناعة الخلوية:
المناعة الدموية تشتمل على الأجسام المضادة والخلايا التي تنتجها مثل خلايا .B lymphocyte بينما تشتمل المناعة الخلوية على جميع الخلايا التي تتفاعل بشكل خاص مع الميكروب مثل خلايا .cytotoxic T lymphocyte
المثبطات المناعية (كابتات المناعة):
تعتبر من العوامل الرئيسية التي تسهم في ضعف مناعة الطائر حيث تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة قابلية الطائر للإصابة بالأمراض وانتشارها لانه يصبح أقل قدرة على مقاومة العدوى البكتيرية أو الفيروسية مما يؤدي إلى انتشار سريع للأمراض.
مصادر المثبطات المناعية:
يتأثر الجهاز المناعى بالعديد من العوامل المثبطة مثل:
- العوامل البيئية:
- الإجهاد الحراري: ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها يؤثر سلبًا على أداء الجهاز المناعي.
- الازدحام:تسبب الكثافه العاليه في المزارع الي زيادة التوتر والإجهاد مما يضعف مناعة الطيور.
- سوء التهوية: تؤدي إلى تراكم الأمونيا والغازات الضارة مما يضر بالجهاز التنفسي والمناعة.
- النقل وقص المنقار وطبيعة الفرشة .
- الانارة العالية حيث تعمل على زيادة هرمونات الإجهاد بالتالي تثبيط الجهاز المناعي.
- الاصوات و حركة العمال داخل العنبر.
ب. العوامل الغذائية:
- سوء التغذية: نقص العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا أساسيًا في دعم المناعة مثل الفيتامينات A)، E، C ) والمعادن (السيلينيوم والزنك) حيث يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي وكذلك الجوع حتي ولو كان جوعا مؤقتا وايضا العطش .
- زيادة بعض المواد الغذائية في العليقة تشكل عبئا على الجهاز الاخراجي للطائر وخاصة الجهاز البولي الذي يسبب مستقبليا نقص المناعة.
- عدم التوازن في نسب البروتينات والدهون في العلف.
- الأعلاف الملوثة: استخدام أعلاف منخفضة الجودة تحتوي علي السموم الفطرية (مثل الأفلاتوكسينات) حيث تؤثر مباشرة على المناعة.
ج. العوامل الإدارية:
- سوء التحصين :إعطاء اللقاحات بشكل خاطئ أو في توقيت غير مناسب أو استخدام لقاحات منخفضة الجودة يؤدي إلى إجهاد جهاز المناعة.
- سوء النظافة: يهيئ بيئة مناسبة لتكاثر مسببات الأمراض.
- الاستخدام المفرط والغير الصحيح للأدويه:
- الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى تثبيط البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي مما يضعف المناعة الطبيعية كما أن بعضها يؤثر علي نخاع العظم.
- من الأدوية المثبطة للمناعة الكورتيكوستيرويدات إذا استخدمت بجرعات غير محسوبة.
د. الأمراض الفيروسية أو البكتيرية:
بعض الأمراض مثل مرض الجمبورو والماريك وأنيميا الطيور والأدينو والأنفلونزا اتش تسعه في الدواجن يمكن أن تسبب تثبيطًا مناعيًا مباشرًا.
كل هذه الاسباب يمكن ان تعمل فرادى أو مجتمعة لتثبيط الجهاز المناعي للطائر مما يؤدي الى هبوط انتاجية القطعان المصابة مسببا خسائر اقتصادية فادحة.
دور المثبطات المناعية في انتشار الأمراض:
- تجعل الدواجن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل النيوكاسل والجمبورو والكوكسيديا والمايكوبلازما والسالمونيلا.
- زيادة شدة الأمراض: الدواجن ذات المناعة الضعيفة تعاني من أعراض أشد حده مع فترة إصابة أطول.
- ضعف الاستجابة للقاحات: الجهاز المناعي الضعيف يقلل من فعالية التطعيمات ويؤثر على استجابة الطيور للأدوية والعلاجات مما يجعل القطيع عرضة للإصابة بالأمراض التي كان يُفترض أن تحميه منها اللقاحات.
- انتشار العدوى: الطيور المريضة أو الضعيفة تكون مصدرًا لنقل العدوى إلى باقي القطيع بسبب ضعف القدرة على مقاومتها.
- تزيد من معدلات الوفيات والأمراض المزمنة في القطيع.
لتشخيص حالات تثبيط المناعة يجب فحص الأنسجة الليمفاوية الرئيسية لجهاز المناعة والذي يشمل جراب فابريشوس والغدة الصنوبرية والطحال ونخاع العظام وتجمع الخلايا اللمفاوية على طول القناة الهضمية والقصبة الهوائية والمريء.
الوقاية من المثبطات المناعية:
أ. تحسين الإدارة البيئيه وظروف التربيه:
- ضمان تهوية جيدة و تقليل الكثافه والازدحام وتوفير بيئة مناسبة من حيث درجة الحرارة والرطوبة.
- تدريب العاملين على التعامل السليم مع الطيور .
ب. التغذية السليمة:
استخدام أعلاف متوازنة تحتوي على مكملات غذائيه مثل الفيتامينات والمعادن اللازمة ( مثل السلينيوم وفيتامين د الذي يقلل من الالتهابات ويعزز خلايا الدم البيضاء أحد أهم أسلحة جهاز المناعة في الجسم فيساعد على الاستجابة المناعية السريعة.(
- تجنب استخدام أعلاف ملوثة بالسموم الفطرية بإضافة مضادات السموم.
ج. تقليل الإجهاد:
- الحد من التوتر الناتج عن التحصينات والنقل أو التعامل المفرط مع الطيور.
د. التطعيم والإجراءات الوقائية:
- استخدام لقاحات عالية الجودة واتباع جداول التطعيم بدقة.
- تنفيذ إجراءات صارمة للأمن الحيوي.
هـ. الاستخدام الحكيم للأدوية :
- تجنب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو الكورتيكوستيرويدات.
- استخدام البدائل الطبيعية مثل البروبيوتيك ومضادات الأكسدة.
- استشارة طبيب بيطري متخصص.
بتنفيذ هذه التدابير يمكن الحد من تأثير المثبطات المناعية وتقليل انتشار الأمراض في مزارع الدواجن.
المثبطات المناعية تُضعف قدرة الجهاز المناعي مما يزيد من خطورة انتشار الأمراض في مزارع الدواجن ويجب على المربين والإداريين في المزارع اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين صحة الطيور ورفع مناعتها. الوقاية دائمًا أفضل من العلاج الحل يكمن في الإدارة السليمة والتغذية الجيدة وتحسين ظروف التربية للحفاظ على صحة القطيع وزيادة إنتاجيته.
