ارتفاع قياسي في أسعار القهوة العالمية وسط تحديات مناخية واقتصادية
كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن ارتفاع كبير في أسعار القهوة العالمية خلال عام 2024، حيث زادت بنسبة 38.8% مقارنة بالعام السابق، نتيجة للظروف المناخية القاسية التي أثرت على الإنتاج العالمي.
ارتفاع أسعار قهوة أرابيكا وروبوستا
وفقًا لتقرير “أسواق القهوة العالمية” الصادر عن الفاو:
- ارتفعت أسعار قهوة أرابيكا، الأكثر استخدامًا في القهوة المحمصة والمطحونة، بنسبة 58% مقارنة بعام 2023.
- أما قهوة روبوستا، الشائعة في القهوة الفورية والمزج، فقد شهدت زيادة أكبر بنسبة 70% بالقيمة الحقيقية.
أسباب الارتفاع الحاد في الأسعار
تعود أزمة القهوة العالمية إلى عدة عوامل رئيسية:
- تراجع إنتاج فيتنام بنسبة 20% بسبب الجفاف، مما أدى إلى انخفاض الصادرات بنسبة 10% للعام الثاني على التوالي.
- انخفاض الإنتاج في إندونيسيا بنسبة 16.5% نتيجة الأمطار الغزيرة التي أتلفت المحاصيل، مما خفض الصادرات بنسبة 23%.
- تراجع غير متوقع في إنتاج البرازيل بنسبة 1.6% رغم التوقعات السابقة بزيادة 5.5%، بسبب الظروف الجوية الجافة والحارة.
توقعات أسعار القهوة لعام 2025 وتأثير تكاليف الشحن
من المتوقع أن تستمر أسعار القهوة في الارتفاع خلال عام 2025 إذا استمرت التحديات المناخية وتأثيرها على الإمدادات. كما ساهمت زيادة تكاليف الشحن في ارتفاع الأسعار، حيث:
- ارتفعت تكلفة القهوة في الولايات المتحدة بنسبة 6.6%.
- شهد الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا بنسبة 3.75% مقارنة بعام 2023.
التأثير على صغار المزارعين وصناعة القهوة
يمثل قطاع القهوة مصدر دخل رئيسيًا للمزارعين الصغار، الذين يشكلون 80% من الإنتاج العالمي. وأوضح بوبكر بن بلحسن، مدير قسم الأسواق والتجارة في الفاو، أن ارتفاع الأسعار قد يدفع إلى مزيد من الاستثمارات في تكنولوجيا الزراعة والبحث والتطوير لمساعدة المزارعين على التكيف مع التغيرات المناخية.
إنتاج القهوة عالميًا بالأرقام
- البرازيل وفيتنام تساهمان بنحو 50% من الإنتاج العالمي.
- عائدات تصدير القهوة في إثيوبيا بلغت 33.8% من إجمالي صادرات السلع، وفي بوروندي 22.6%، وفي أوغندا 15.4% خلال عام 2023.
- تجارة القهوة العالمية تُقدّر بأكثر من 25 مليار دولار سنويًا، بينما تحقق صناعة القهوة إيرادات سنوية تتجاوز 200 مليار دولار.
إذا استمرت التحديات المناخية، فقد نشهد مزيدًا من الارتفاعات في أسعار القهوة خلال السنوات المقبلة، مما يؤثر على المستهلكين والمزارعين على حد سواء.
