بيطري

ديدان الكبد في الماشية: تهديد اقتصادي وصحي وطرق المكافحة الفعالة

تعد ديدان الكبد (Fasciola hepatica) من الطفيليات الشائعة التي تصيب الماشية، حيث تستوطن الكبد والقنوات الصفراوية، مما يسبب تدهورًا في الصحة العامة للحيوان ويؤثر على إنتاجيته. كما يمكن أن تصيب الأغنام، الأرانب، الغزلان، والخيول، مما يستدعي ضرورة مكافحتها بأساليب فعالة ومستدامة.

دورة الحياة والتأثير الموسمي
تعتمد دورة حياة ديدان الكبد على عائل وسيط وهو حلزون الطين، حيث تمر الطفيليات بمرحلة حرة قبل أن تصبح معدية. تزداد العدوى خلال أواخر الصيف وأوائل الخريف عندما تطلق القواقع اليرقات المعدية في المراعي، مما يعرض الماشية للإصابة. وتظهر الأعراض المزمنة عادة خلال أواخر الشتاء وأوائل الربيع.

الخسائر الاقتصادية في قطاع الماشية
لا تقتصر أضرار هذه الديدان على صحة الحيوانات فقط، بل تمتد إلى خسائر اقتصادية كبيرة، حيث يُقدَّر تأثير العدوى على إنتاج الحليب ومعدلات النمو في المملكة المتحدة وحدها بنحو 40.4 مليون جنيه إسترليني سنويًا. يؤدي انتشار الطفيليات إلى انخفاض الوزن، تراجع إنتاج الحليب، وضعف المناعة العامة، مما يزيد العبء على المزارعين.

استراتيجيات الوقاية والمكافحة

لمواجهة هذا التهديد، يُوصى باتباع نهج متكامل يشمل:

  1. استخدام مبيدات الديدان بذكاء
    • اختيار الأدوية المناسبة لتقليل مقاومة الطفيليات للعلاج.
    • تطبيق برامج وقائية في الفترات الحرجة من العام.
  2. إدارة المراعي بفعالية
    • تقليل تعرض الماشية للمناطق التي تعيش فيها القواقع الناقلة للعدوى.
    • تحسين الصرف الصحي ومنع تجمعات المياه الراكدة حيث يتكاثر الحلزون.
  3. حجر الماشية الجديدة
    • عزل الحيوانات الجديدة قبل إدخالها إلى القطيع.
    • فحصها وعلاجها عند الحاجة للحد من انتقال العدوى.

الوقاية أساس النجاح

ديدان الكبد من الطفيليات الخطيرة التي تستوجب إجراءات وقائية صارمة واستراتيجيات مكافحة فعالة. من خلال الإدارة الذكية للقطيع والمراعي، وتطبيق العلاجات المناسبة، يمكن الحد من انتشار العدوى، وتحسين الإنتاجية، وتعزيز صحة الماشية.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى