أمراض الماشية في أوروبا: تهديد متزايد بفعل تغير المناخ

رغم نجاح أوروبا في السيطرة على أمراض الماشية لسنوات، إلا أن خطر تفشي الأوبئة الحيوانية لا يزال قائمًا، بل إنه يتفاقم مع الاحتباس الحراري. في عام 2023، تسبب فيروس اللسان الأزرق في خسائر تقدر بـ 200 مليون يورو في هولندا وحدها، بينما سجلت ألمانيا أول تفشٍّ للحمى القلاعية منذ 30 عامًا، مما أدى إلى فرض حظر على صادرات اللحوم ومنتجات الألبان الألمانية.
الاحتباس الحراري وزيادة انتشار الأمراض الحيوانية
يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم انتشار الأمراض الحيوانية، حيث تسمح درجات الحرارة المرتفعة وقصر فصول الشتاء بامتداد نطاق الأمراض المدارية إلى أوروبا.
فيروس اللسان الأزرق، الذي كان مستوطنًا في المناطق الاستوائية، بدأ في الانتشار إلى أوروبا في التسعينيات.
مع ارتفاع درجات الحرارة، واصل الفيروس التقدم شمالًا خلال العقد الماضي.
سمحت هذه الظروف لـ الحشرات الناقلة للمرض بالتوسع في القارة، مما أدى إلى تفشي المرض على نطاق واسع.
استراتيجيات الاتحاد الأوروبي لمكافحة الأمراض الحيوانية
لمواجهة هذه التحديات، يجب على أوروبا تعزيز إجراءات مكافحة تفشي الأمراض الحيوانية عبر:
تطوير اللقاحات وتحسين أنظمة الإنذار المبكر لرصد الأوبئة قبل انتشارها.
تعزيز الأمن الحيوي في المزارع، من خلال فرض ممارسات وقائية أكثر صرامة.
تقليل استخدام المضادات الحيوية، حيث انخفض استخدامها بنسبة 53% منذ عام 2011، بفضل الاعتماد على اللقاحات.
الاستثمار في تحسين سلالات الماشية المقاومة للأمراض، كما فعلت نيوزيلندا بتربية أغنام منخفضة انبعاثات الميثان.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحسين صحة الماشية
أجهزة الاستشعار الحيوية يمكنها كشف الأمراض قبل ظهور الأعراض بخمسة أيام، مثل رصد تجشؤ الأبقار للكشف عن اضطرابات الجهاز الهضمي.
أنظمة التغذية الذكية قادرة على رصد أمراض الجهاز التنفسي في العجول قبل ظهور العلامات السريرية بيوم كامل.
مستقبل الثروة الحيوانية في أوروبا
مع اعتماد 450 مليون شخص في أوروبا على قطاع الثروة الحيوانية، أصبح من الضروري تطبيق إجراءات وقائية صارمة. فالسؤال لم يعد “هل سيحدث التفشي الكبير التالي؟”، بل “متى سيحدث؟” – والأهم: هل ستكون أوروبا مستعدة له؟