بيطري

تفشي الحمى القلاعية في نينوى: خطر يهدد الثروة الحيوانية والاقتصاد المحلي

تشهد محافظة نينوى في العراق انتشارًا واسعًا لمرض الحمى القلاعية، مما أثار قلق المربين والتجار والمستهلكين على حد سواء، في ظل تداعيات خطيرة على قطاع الثروة الحيوانية.

كارثة تضرب الماشية وفشل اللقاحات

أكد الناشط المدني أشرف الظاهري أن الأوضاع في منطقة بادوش شمال الموصل أصبحت “كارثية”، حيث أدى تفشي المرض إلى نفوق المئات من الأبقار والجاموس.

وأضاف أن “اللقاحات المتوفرة لم تثبت فعاليتها” في الحد من انتشار المرض، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الفيروس، وإن كان ناتجًا عن طفرة جديدة أو عدوى انتقلت عبر العجول المستوردة.

انعكاسات اقتصادية حادة

لا تقتصر الخسائر على الماشية المصابة، بل امتدت إلى تراجع أسعار اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان مثل القيمر والجبن، التي كانت توفر مصدر دخل لآلاف العائلات في نينوى.

وذكر الظاهري أن بعض المربين اضطروا إلى بيع مواشيهم بأسعار زهيدة خوفًا من نفوقها، مما أدى إلى وفرة غير متوقعة في السوق وانخفاض كبير في الأسعار.

دعوات لإنشاء مجزرة عصرية

في ظل الأزمة، دعا عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الله أثيل النجيفي، إلى تفعيل مشروع “المجزرة العصرية” كحل مستدام لحماية الثروة الحيوانية وتنظيم عمليات الذبح وفق معايير صحية صارمة.

وأوضح أن “الحمى القلاعية تشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن الاقتصادي للمربين، بالإضافة إلى مخاطرها على الصحة العامة”، مشيرًا إلى أن إنشاء مجزرة حديثة يمكن أن يساعد في إعادة الثقة بين المنتجين والمستهلكين، ومنع انهيار سوق الماشية.

هل تتحرك الحكومة لإنقاذ القطاع؟

مع استمرار تفشي المرض، تبرز الحاجة إلى تدخل حكومي عاجل لدعم المربين وتعويض خسائرهم، بالإضافة إلى وضع سياسات صارمة لتنظيم استيراد المواشي وتشديد إجراءات الحجر الصحي لمنع انتشار أمراض مشابهة مستقبلاً.

فهل ستتحرك الجهات المختصة بسرعة لإنقاذ الثروة الحيوانية، أم أن الأزمة ستتفاقم لتؤثر على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي بشكل أوسع؟

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى