زراعة

د سعد محجوب يكتب: ماذا نأكل بعد شهر رمضان؟

>> نحتاج إلي سياسة تغذوية رشيدة لحماية الصحة

رئيس بحوث – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية- مركز البحوث الزراعية- مصر

بعد انتهاء شهر رمضان المبارك يجد الكثير من المصريين أنفسهم أمام تحدٍ جديد يتمثل في العودة إلى نظام غذائي متوازن وصحي. فعلى مدار الشهر الكريم يتكيف الجسم مع نمط غذائي مختلف يتضمن الصيام لساعات طويلة يليه الإفطار على وجبات غنية بالسعرات الحرارية في وقت قصير. لذا فإن اتباع سياسة تغذوية رشيدة بعد رمضان يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على الصحة العامة ومنع المشكلات الهضمية وزيادة الوزن ومايصاحبة من مشكلات صحية كثيرة تؤثر علي الصحة العامة

التحولات الغذائية بعد رمضان

خلال شهر رمضان  يتأقلم الجهاز الهضمي على قلة الوجبات وغالبًا ما تكون العادات الغذائية غير منتظمة بسبب تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل (السحور). ولكن مع انتهاء الشهرالكريم  يحتاج الجسم إلى العودة تدريجيًا إلى نظام غذائي متزن يراعي الاحتياجات الغذائية والصحية والظروف المعيشية لكل فرد

أسس التغذية الرشيدة بعد رمضان

1. العودة التدريجية للنظام الغذائي المعتاد

يجب أن تكون العودة إلى تناول الوجبات على مدار اليوم تدريجيا بحيث يبدأ الشخص بتناول وجبات خفيفة ومتوازنة بدلاً من القفز مباشرة إلى ثلاث وجبات رئيسية ثقيلة. يفضل تقسيم الطعام إلى خمس أو ست وجبات صغيرة يوميًا لتعزيز كفاءة عملية الهضم وتقليل الشعور بالخمول.

2. تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية

خلال شهر رمضان يعتمد الكثيرون على الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي  عقب انتهاء الشهر. لذلك يجب تقليل استهلاك الأطعمة الدسمة والمقلية والتركيز على الطعام المسلوق  والمشوي والتركيز علي طرق الطهي الصحية

3. زيادة استهلاك الفواكه والخضروات

يجب أن تتصدر الفواكه والخضروات الطازجة النظام الغذائي بعد رمضان حيث إنها غنية بالألياف التي تساعد في تحسين الهضم بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن التي تعزز المناعة وتحافظ على النشاط البدني والعقلي.

4. شرب كميات كافية من الماء

بعد رمضان، يعاني البعض من الجفاف نتيجة قلة استهلاك المياه خلال الشهر. لذلك، يجب الحرص على شرب ما لا يقل عن 2-3 لترات من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الجسم وتعزيز عملية الهضم و التمثيل الغذائي.

5. تجنب الإفراط في الحلويات

يُقبل الكثيرون على تناول الحلويات بعد رمضان خاصةً مع استمرار العادات الغذائية  مثل عادة تناول الكعك والبسكويت والبيتي فور لفترة قصيرة بعد العيد. لكن من الضروري تقليل استهلاك السكريات المكررة والاعتماد على البدائل الصحية مثل الفواكه

6. تنظيم مواعيد تناول الطعام

يُفضل الالتزام بمواعيد ثابتة للوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة مما يساعد في تحسين عملية التمثيل الغذائي ومنع اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ وعسر الهضم.

7. ممارسة النشاط البدني بانتظام

بعد فترة من الخمول أو انخفاض مستوى النشاط البدني خلال رمضان يصبح من المهم العودة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي أو الجري أو التمارين المنزلية، للحفاظ على اللياقة البدنية وتحسين الدورة الدموية.

التحديات التغذوية بعد رمضان في مصر

1. العادات الغذائية المتوارثة

يميل الكثير من المصريين إلى اتباع عادات غذائية موروثة تشمل الإفراط في تناول الطعام خلال العيد وبعده، مما يؤدي إلى زيادة الوزن ومشكلات صحية أخرى. لذلك، من المهم التوعية بأهمية الاعتدال والتوازن والترشيد الغذائي.

2. تأثير استمرار العروض التجارية والمغريات الغذائية

تستمر المطاعم والمحلات في تقديم العروض الترويجية والتسويقية  للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بعد رمضان، مما يجعل من الصعب مقاومة الإغراءات الغذائية غير الصحية.

3. ضغوط الحياة اليومية

في ظل نمط و ايقاع الحياة السريع، قد يجد البعض صعوبة في الالتزام بنظام غذائي صحي، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى الوجبات السريعة والمعلبات، وهو ما يتطلب حلولًا عملية مثل ضرورة  تحضير وجبات منزلية سريعة وصحية قدر الامكان

خاتمة

تمثل العودة إلى نظام غذائي متوازن بعد رمضان خطوة أساسية للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من المشكلات المرتبطة بسوء التغذية. ومن خلال تبني سياسة تغذوية رشيدة تعتمد على التدرج في تناول الطعام، والحد من الدهون والسكريات، وزيادة استهلاك الفواكه والخضروات، يمكن تحقيق نمط حياة صحي ومستدام يسهم في تعزيز  المناعة  والتمتع بصحة جيدة خاصة  بعد الشهر الكريم.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى