زراعة

سنغافورة وداء الكلب: استراتيجية وقائية ناجحة

على الرغم من أن داء الكلب لا يشكل تهديدًا مباشرًا لسكان سنغافورة، إلا أن الإحصائيات العالمية تعكس خطورته، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب المرض في وفاة نحو 70 ألف شخص سنويًا، وترتبط 99% من الحالات بعضات الكلاب، مع كون الأطفال الأكثر عرضة للإصابة.

انتشار المرض وخطورته

تتركز معظم حالات داء الكلب في آسيا وأفريقيا، حيث تسجل المنطقتان 95% من الوفيات، وما يجعل المرض أشد فتكًا هو أنه يصبح غير قابل للعلاج بمجرد ظهور الأعراض، مما يؤدي إلى الوفاة خلال عشرة أيام فقط.

أساليب الوقاية

تعتمد الوقاية في المناطق الموبوءة على العلاج بعد التعرض وتطعيم الكلاب. في حال تعرض شخص للعض، يُعطى لقاح خاص وأجسام مضادة لمنع تطور المرض. من جهة أخرى، يُعد تطعيم الكلاب أكثر الحلول فعالية، إذ أن تحصين 70% منها في المناطق المصابة يمكن أن يقضي على المرض نهائيًا، بتكلفة أقل بكثير مقارنة بعلاج البشر.

جهود سنغافورة في مكافحة داء الكلب

نجحت سنغافورة في البقاء خالية من المرض منذ عام 1953 بفضل إجراءات صارمة تتبعها هيئة الخدمات البيطرية والحيوانية (AVS). وتشمل هذه الإجراءات برامج تطعيم سنوية مثل “عملية فاكس ليسا”، والتي تستهدف الكلاب في المناطق الحدودية للحفاظ على حزام مناعي فعال.

دور الحجر الصحي وتنظيم الاستيراد

لمنع دخول المرض، تفرض سنغافورة إجراءات حجر صارمة على الحيوانات المستوردة، تشمل التطعيمات الإلزامية، فحوصات الدم، وفترات حجر تتراوح بين 10 و30 يومًا وفقًا لمصدر الحيوان. وقد تم تحديث هذه الشروط مؤخرًا لتسهيل الإجراءات دون التأثير على السلامة البيطرية.

مواصلة الجهود للحفاظ على بيئة آمنة

تشدد السلطات البيطرية على أن الوقاية المستمرة والوعي العام يلعبان دورًا محوريًا في إبقاء سنغافورة خالية من داء الكلب، مما يضمن سلامة البشر والحيوانات على حد سواء.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى