التحولات في تجارة القمح الأوكراني: تراجع في أوروبا وتوسع في آسيا وإفريقيا

رغم التحديات الجيوسياسية والاضطرابات التجارية، نجحت أوكرانيا في الحفاظ على استقرار صادرات القمح خلال الموسم التسويقي 2024/2025، حيث بلغت 13 مليون طن بين يوليو ومارس، مقارنة بـ 13.9 مليون طن في الموسم السابق. لكن خلف هذه الأرقام، حدثت تغييرات جذرية في خريطة التصدير، مع تراجع الحصة الأوروبية وتوسع ملحوظ في الأسواق الآسيوية والإفريقية.
أهم التغيرات في وجهات التصدير
1. انخفاض الصادرات إلى أوروبا رغم بقاء إسبانيا في الصدارة
تراجعت واردات إسبانيا إلى 3.1 مليون طن مقارنة بـ 4.4 مليون طن العام الماضي، نتيجة زيادة الإنتاج المحلي للحبوب.
الأسواق الأوروبية الأخرى شهدت تراجعًا مماثلًا، ما يعكس انخفاض الاعتماد على القمح الأوكراني في المنطقة.
2. خروج تركيا من قائمة المستوردين الرئيسيين
كانت تركيا ثالث أكبر مستورد للقمح الأوكراني، لكنها خفضت مشترياتها بشكل حاد إلى 39 ألف طن فقط، مقارنة بمليون طن في الموسم السابق.
يرجع ذلك إلى:
المنافسة القوية من القمح الروسي.
تشديد قيود الاستيراد التركية، مما جعل أوكرانيا تخرج فعليًا من السوق.
3. توسع قوي في آسيا وشمال إفريقيا
آسيا:
إندونيسيا أصبحت ثاني أكبر مستورد، مع تضاعف وارداتها إلى 1.56 مليون طن.
فيتنام زادت مشترياتها إلى 886 ألف طن، أكثر من ضعف العام الماضي.
تايلاند سجلت ارتفاعًا استثنائيًا، حيث تضاعفت الواردات 6 مرات إلى 581 ألف طن.
شمال إفريقيا:
مصر عززت موقعها كثالث أكبر مستورد عالميًا، حيث ارتفعت وارداتها إلى 1.54 مليون طن.
الجزائر سجلت أعلى معدل نمو، مع قفزة من 270 ألف طن إلى 1.4 مليون طن.
تونس ضاعفت وارداتها إلى 675 ألف طن.
ما سبب هذا التحول في وجهات التصدير؟
الأسعار التنافسية للقمح الأوكراني جذبت الأسواق الناشئة.
ضعف الإنتاج المحلي في بعض الدول عزز الطلب على القمح المستورد.
تحسين أوكرانيا للبنية التحتية اللوجستية في البحر الأسود، مما سهل تدفق الصادرات.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تواصل أوكرانيا التوسع في الأسواق الآسيوية والإفريقية، حيث الأسعار تنافسية والطلب مرتفع.
المنافسة مع القمح الروسي ستظل عاملًا رئيسيًا في تحديد الأسواق التي يمكن لأوكرانيا الحفاظ على وجودها فيها.
التطورات السياسية والقيود التجارية ستؤثر على العلاقات التجارية مع أوروبا وتركيا.
بالرغم من التحديات، أثبتت أوكرانيا قدرتها على إعادة توجيه صادراتها، مما يعزز موقعها كلاعب رئيسي في تجارة القمح العالمية.