بيطري

انتشار الحمى القلاعية في أوروبا: أزمة تهدد الثروة الحيوانية والتجارة

تشهد أوروبا تفشيًا واسعًا لمرض الحمى القلاعية، مما دفع الدول المتضررة إلى فرض إجراءات صارمة للحد من انتشاره. يُعد هذا الفيروس من أكثر الأمراض الحيوانية المعدية، حيث يؤثر على الماشية مسببًا خسائر اقتصادية ضخمة. كما فرضت بعض الدول قيودًا مشددة على الواردات لتقليل انتشار العدوى.

تفاصيل انتشار الحمى القلاعية في أوروبا

بحسب المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، سُجلت أول إصابة مؤكدة في المجر يوم 6 مارس 2024، وتلا ذلك ظهور حالات جديدة في سلوفاكيا وألمانيا، مما أثار قلقًا واسعًا. استجابةً لهذا التفشي، اتخذت الحكومات عدة تدابير، منها:

إعدام 1300 رأس ماشية في المجر للحد من انتشار الفيروس.

رصد خمس قطعان مصابة في سلوفاكيا، مما زاد من خطورة الوضع.

تسجيل أول تفشٍّ في ألمانيا منذ عام 1988، رغم عدم وجود حدود مباشرة مع المجر.

فرض قيود أمريكية على استيراد الماشية من النمسا، رغم عدم تسجيل حالات هناك.

ما هو مرض الحمى القلاعية؟

الحمى القلاعية عدوى فيروسية خطيرة تصيب الحيوانات مشقوقة الظلف، مثل الأبقار، الخنازير، والماعز. ينتشر بسرعة عبر الهواء، الاتصال المباشر، الأعلاف الملوثة، والمعدات غير المعقمة.

أعراض المرض تشمل:

ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.

ظهور تقرحات مؤلمة في الفم، الشفتين، وبين الحوافر.

ضعف عام وانخفاض إنتاج اللحوم والحليب.

التداعيات الاقتصادية لتفشي المرض

إعدام أعداد كبيرة من الماشية، مما يسبب خسائر فادحة للمزارعين.

تعطل التجارة الدولية وفرض قيود صارمة على الاستيراد والتصدير.

ارتفاع أسعار اللحوم ومنتجات الألبان عالميًا نتيجة اضطراب سلاسل الإمداد.

زيادة الإنفاق البيطري بسبب تكاليف المكافحة والتطعيم.

كيف يمكن السيطرة على الحمى القلاعية؟

تعتمد الحكومات والمنظمات الصحية على إجراءات صارمة للحد من انتشار المرض، مثل:

 تقييد حركة الماشية بين الدول المصابة وغير المصابة.

 إعدام الحيوانات المصابة والمشتبه بإصابتها.

 تعقيم المزارع والمعدات الزراعية المستخدمة في تربية الحيوانات.

 تكثيف برامج التطعيم لحماية القطعان السليمة.

هل يشكل المرض خطرًا على البشر؟

لحسن الحظ، الحمى القلاعية لا تنتقل إلى البشر، ولكن تأثيرها الاقتصادي قد يكون كارثيًا بسبب ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية وتضرر التجارة الزراعية.

ومع استمرار تسجيل الحالات، تسعى الدول الأوروبية بشكل مكثف إلى احتواء تفشي المرض قبل أن يتحول إلى أزمة إقليمية. ومع فرض قيود صارمة وإجراءات وقائية مشددة، يبقى السؤال: هل ستنجح أوروبا في كبح انتشار الحمى القلاعية قبل فوات الأوان؟

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى