إستونيا تغلق مزارعها أمام الزوار تحسبًا لتفشي الحمى القلاعية: فعالية “يوم المزارع المفتوحة” مهددة بالإلغاء

في ظل تزايد التحذيرات البيطرية من انتشار مرض الحمى القلاعية في أوروبا الوسطى، بدأت مزارع كبرى في إستونيا باتخاذ خطوات احترازية مشددة، شملت إغلاق أبوابها أمام الزوار، في محاولة لحماية الثروة الحيوانية والحد من خطر انتقال العدوى.
إغلاق تدريجي وتحذيرات متزايدة
تزامنًا مع اقتراب فعالية “يوم المزارع المفتوحة” السنوية، التي تجتذب آلاف الزوار، أغلقت عدة مزارع إستونية أبوابها في وجه الجمهور.
مزرعة “أندري-بيدو” للماعز، الواقعة في مقاطعة فورو قرب الحدود اللاتفية، كانت من أوائل المزارع التي علّقت لافتات تحذر من دخول الزوار، مبررة ذلك بضرورة منع العدوى.
وقال كيرمو راناماي، صاحب المزرعة:”ألغينا بالفعل ثلاث رحلات سياحية، وأغلقنا متجرنا مؤقتًا. هذا القرار سيؤثر سلبًا على مبيعاتنا الصيفية، لكن سلامة الحيوانات أولويتنا القصوى.”
مزرعة “نوبري” أيضًا اتخذت نفس القرار، مؤكدًة أن مخاطر العدوى “تفوق بكثير” فوائد السياحة الزراعية. وصرّح مالكها تيت نيلو:
“تعلمنا من جائحة كوفيد أن الأزمات الصحية قد تتطور سريعًا، حتى الزوار أصبحوا أكثر وعيًا.”
تقييم مستمر وخطط بديلة
رغم هذه الإجراءات الاحترازية، صرّح وزير الشؤون الإقليمية والزراعة، هندريك يوهانس تيراس، أن فعالية “يوم المزارع المفتوحة” لا تزال قائمة حتى الآن، لكن مشاركة مزارع الأبقار والماعز والأغنام “قيد التقييم”، في انتظار نتائج تحليل المخاطر الصادر عن مختبرات “لابريس” الوطنية.
وأشار الوزير إلى أنه في حال تم استبعاد المزارع التي تضم حيوانات مشقوقة الظلف، فلا تزال هناك أكثر من 260 مزرعة يمكنها استقبال الزوار.
حالة تأهب أوروبية
يُذكر أن قرارات المزارع الإستونية تأتي في أعقاب تسجيل حالات مؤكدة لمرض الحمى القلاعية في المجر وسلوفاكيا، وهو ما دفع النمسا إلى إغلاق عدد من نقاط حدودها المشتركة مع المجر.
تسود حالة من الترقب واليقظة في جميع أنحاء أوروبا، وسط مخاوف من تحول المرض إلى أزمة صحية زراعية واسعة النطاق، تهدد قطاع الثروة الحيوانية في القارة.