بيطريتقارير

تحذيرات من كارثة صحية في نيويورك بسبب تفشي إنفلونزا الطيور في أسواق الحيوانات الحية

تصاعدت التحذيرات الصحية في ولاية نيويورك بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في تفشي إنفلونزا الطيور داخل أسواق الحيوانات الحية ومزارع الإنتاج المكثف، مما أثار مخاوف جدية من احتمال وقوع أزمة صحية عامة تهدد الإنسان والحيوان على حد سواء.

وتشير تقارير حديثة إلى أن مدينة نيويورك تضم أكثر من 70 سوقًا للحيوانات الحية، تُحتجز فيها الطيور وغيرها من الحيوانات في بيئة مكتظة وغير صحية، تُعد مثالية لانتشار الأمراض المعدية، وعلى رأسها إنفلونزا الطيور شديدة العدوى. وخلال شهر مارس الماضي، تم توثيق انتشار الفيروس في سبعة من هذه الأسواق، مما أثر على آلاف الطيور، وسط مخاوف من انتقال العدوى إلى البشر.

الوضع يزداد سوءًا في منطقة لونغ آيلاند، حيث تسهم مزارع المصانع، التي تفتقر إلى الحد الأدنى من إجراءات الوقاية، في تفاقم الأزمة. وفي هذا السياق، طالبت إيديتا بيرنكرانت، المديرة التنفيذية لمنظمة NYCLASS، بإغلاق الأسواق والمزارع المماثلة، مشيرة إلى أن منشآت مثل مزرعة “كريسنت” للبط – التي تذبح أكثر من مليون فرخ بط سنويًا – تُشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة.

كما أطلقت منظمة “هيومان لونغ آيلاند” تحذيرات من احتمال تحور فيروس H5N1 ليتنقل بين البشر، الأمر الذي قد يقود إلى وباء أكثر فتكًا من كوفيد-19، حيث تصل نسبة الوفيات بسبب إنفلونزا الطيور إلى نحو 50%، مقارنة بـ 0.5% فقط في حالة كوفيد.

ورغم هذه المخاطر، لا تزال الطيور تُنقل دون إجراء فحوصات شاملة، ما دفع المدافعين عن حقوق الحيوان إلى تكثيف مطالبهم بسن تشريعات تنظم عمل هذه الأسواق وتضمن سلامة المستهلكين والحيوانات. ويشمل ذلك مشروع قانون مقترح في ولاية نيويورك، يهدف إلى إغلاق أسواق الحيوانات الحية وتشكيل فريق عمل مختص لتقييم المخاطر الصحية المرتبطة بها.

واختتمت بيرنكرانت تصريحاتها برسالة تحذيرية: “يجب على المسؤولين الحكوميين أن يقدموا سلامة المواطنين على أي مصالح تجارية، قبل أن نجد أنفسنا أمام كارثة صحية يصعب احتواؤها”.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى