زراعة

تفشٍ غير مسبوق للحمى القلاعية في أوروبا الوسطى يُغلق الحدود ويؤدي لإعدام آلاف الماشية

تواجه أوروبا الوسطى حالة طوارئ بيطرية غير مسبوقة، بعد تفشي واسع لمرض الحمى القلاعية، ما أدى إلى إعدام آلاف الحيوانات وإغلاق الحدود بين المجر وسلوفاكيا والنمسا.

وقد تم اكتشاف أولى الإصابات مطلع مارس في مزرعة ماشية شمال غرب المجر، قبل أن يمتد الفيروس سريعًا إلى سلوفاكيا، ليسجّل أول ظهور للمرض في هذه المنطقة منذ أكثر من نصف قرن. وتشير التقارير الرسمية إلى إعدام نحو 3000 رأس ماشية في المجر حتى الآن.

ويُعد مرض الحمى القلاعية فيروسًا شديد العدوى يصيب الأبقار، الخنازير، الماعز، والأغنام، ويؤثر بشكل كبير على الإنتاج الحيواني، رغم أن تأثيره على صحة الإنسان يبقى محدودًا.

اتخذت السلطات في المجر إجراءات صارمة شملت حملات تطهير مكثفة وتثبيت حصائر مشبعة بمواد معقمة عند مداخل المدن. وفي خطوة احترازية، أغلقت سلوفاكيا 16 معبرًا حدوديًا مع المجر، فيما أغلقت النمسا 23 معبرًا. كما فرضت جمهورية التشيك بروتوكولات تعقيم دقيقة على شاحنات نقل البضائع.

وحذّر البروفيسور جيري سيرني من جامعة التشيك لعلوم الحياة من إمكانية انتقال الفيروس عبر الأحذية وإطارات السيارات، مما يعقد من جهود احتوائه. وتُدرس الدول المعنية رفع القيود بعد مرور 30 يومًا من التخلص من آخر إصابة مؤكدة.

من جهته، أكد وزير الزراعة المجري، استفان ناجي، أن عمليات التطهير باتت في مراحلها الأخيرة، فيما أثار مسؤول حكومي آخر الجدل بالإشارة إلى احتمال أن يكون الفيروس “مصنّعًا صناعيًا”، ملمحًا إلى فرضية هجوم بيولوجي، دون تقديم أدلة.

وفي محاولة للتخفيف من تداعيات الأزمة، أعلنت الحكومة المجرية عن حزمة دعم واسعة للمزارعين المتضررين، تشمل إعفاءات من القروض وتعويضات مالية عن خسائر الماشية، بهدف التخفيف من الأثر الاقتصادي والنفسي للتفشي.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى