
أعلن وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماكلي، أن البلاد تعرضت لإحدى أقسى موجات الصقيع الزراعي في تاريخها الحديث، وذلك خلال الفترة من 10 إلى 12 أبريل 2025، حيث هبطت درجات الحرارة إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق، في حدث جوي نادر الحدوث منذ ثلاثة عقود.
وفي بيان رسمي نُشر على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، وصف يوماكلي هذه الموجة بأنها “واحدة من أكبر كوارث الصقيع الزراعي بعد موجة عام 2014″، مشيرًا إلى الخسائر الجسيمة التي لحقت بالقطاع الزراعي مع بداية موسم النمو الربيعي.
ومن بين أكثر المناطق تضررًا، جاءت مدينة مانيسا غرب البلاد، حيث فقد نحو 80% من كروم العنب، وهو ما ينذر بأزمة إنتاج وارتفاع حاد في الأسعار خلال الصيف. وقال عبد الله شنول، رئيس غرفة الزراعة بالمدينة، إن استمرار هذه الظروف قد يدفع المزارعين إلى اقتلاع الكروم بالكامل.
ولم تكن مانيسا وحدها في مرمى الصقيع؛ فقد عانت مناطق إنتاج رئيسية مثل ملاطيا، التي تؤمن 85% من إنتاج المشمش في تركيا، من خسائر كارثية. وصرح رمضان أوزجان، رئيس بورصة ملاطيا للسلع، بأن “جميع المحاصيل تقريبًا تأثرت، باستثناء القمح والشعير”، محذرًا من خسارة نحو 500 مليون دولار من عائدات المشمش وحده.
وشهدت إيلازيغ، إسبرطة، بورصة، نوشهير، تشوروم، وتكيرداغ أضرارًا متفاوتة في أشجار الفاكهة مثل الكرز، والخوخ، والجوز، واللوز، وورد إسبرطة الشهير، حيث لجأ المزارعون إلى إشعال النيران في البساتين لتقليل آثار الصقيع، دون جدوى تذكر.
وبحسب تقديرات أولية، تضرر:
30% من إنتاج الورد 40–50% من محاصيل الكرز، الخوخ، والمشمش، كما تأثرت أشجار الفاكهة المزدهرة في تراقيا والأناضول بشكل واسع، وأعرب المزارعون عن مخاوفهم من حدوث موجات صقيع إضافية خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد تحذيرات صادرة عن هيئة الأرصاد الجوية التركية.
تسلط هذه الكارثة الضوء على الآثار المتزايدة لتغير المناخ، وضرورة وضع استراتيجيات زراعية أكثر مرونة لمواجهة الكوارث المناخية، ويترقب المزارعون دعمًا حكوميًا عاجلًا لتعويض الخسائر ومنع انهيار المواسم المقبلة.