د عزيزة صلاح الدين تكتب: سوء التغذية لدى المسنين            

باحث بقسم الاغذية الخاصة والتغذية- معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية- مركز البحوث الزراعية- مصر

عند الحديث عن سوء التغذية وتأثيرها علي كبار السن والمسنين، يجب رصد المشكلة وتداعياتها وتاثيرها وكيفية التخفيف من آثارها علي أجهزة الجسم المختلفة.

كيف يوثر سوء التغذية على العضلات والعظام؟

من الطبيعي ان يفقد جسمك عضلاته وعظامه مع التقدم في السن، إلا أن سوء التغذية قد يُسرّع من هذه الخسائر ويؤثر على استقلاليتك وقدرتك على النشاط كما يلي:

١- الحركة: ضعف العضلات والعظام قد يُصعّب القيام بالمهام اليومية كالمشي وارتداء الملابس والاستحمام. ولكن النشاط البدني المنتظم واتباع نظام غذائي غني بالبروتين والكالسيوم وفيتامين د ضروريان للحفاظ على العضلات والعظام وإعادة بنائها.

٢- الوضعية: العضلات والعظام ضرورية للحفاظ على استقامة الجسم. إذا كانت ضعيفة، فقد تُجهد عضلات رقبتك وظهرك وكتفك، مما يُسبب لك الألم.

٣- القوة: ضعف قوة العضلات قد يصعب عليك ممارسة أنشطتك المفضلة.

٤- السقوط: تُعد مشاكل العظام والمفاصل من عوامل الخطر الرئيسية للسقوط، وهو السبب الرئيسي للوفاة والإصابة بين كبار السن.

كيف يؤثر سوء التغذية على جهاز المناعة والشفاء؟

• عندما يفتقر جسمك إلى التغذية، قد ينخفض ​​عدد خلايا الدم البيضاء، مما يُصعّب على جسمك الشفاء ومقاومة الأمراض.
• يؤثر تغذية جسمك على تعافيك، فالجروح تحتاج إلى طاقة وبروتين وفيتامينات ومعادن للشفاء.
• مريض السرطان: إذا كنت تعاني من سوء التغذية، فسيكون من الصعب عليك تحمل العلاج الكيميائي.
• قد يزيد ضعف جهاز المناعة من خطر الإصابة بالأمراض والالتهابات.

كيف يؤثر سوء التغذية على أعضاءك؟

قد يُؤذي نقص البروتين والعناصر الغذائية الأخرى بعض اعضاء الجسم.

• العينان: يُمكن أن يُسرّع نقص الفيتامينات والمعادن من فقدان البصر الناتج عن الجلوكوما (المياه الزرقاء)، وإعتام عدسة العين، أو التنكس البقعي.
• الدماغ: قد يُسرّع نقص العناصر الغذائية من معدلات فقدان الخلايا العصبية في الدماغ، مما قد يُضعف القدرة على الكلام والتنسيق والذاكرة.
• الكلى: نقص السوائل والأملاح المعدنية قد يُسبب إرهاقًا للكلى ويؤثر على قدرتها على العمل. هذا قد يؤدي إلى الجفاف، وآلام المفاصل، وأمراض القلب.

خطوات للوقاية من سوء التغذية لدى كبار السن

هناك خطوات بسيطة يمكنك اتباعها للحفاظ على تغذية جيدة.:

• اولا فهم ما هو سوء التغذية حيث يعاني بعض الأشخاص ممن لديهم سوء التغذية من السمنة
• اتخذ خيارات غذائية ذكية مثل تعلّم كيفية تناول طعام صحي بعد سن الخمسين، بما في ذلك كيفية إعداد طبق متوازن، وتحديد الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين
• جرّب مكملًا غذائيًا فمويًا يُمكن أن يُساعد في توفير عناصر غذائية إضافية، بما في ذلك البروتين والطاقة، للأشخاص الذين لا يحصلون على احتياجاتهم الغذائية من خلال الطعام وحده.
• اعتنِ بأسنانك. يُمكن أن يُؤدي ضعف صحة الفم إلى أمراض اللثة ومشاكل أسنان أخرى قد تُعيق قدرتك على تناول الطعام بشكل جيد أو تناول أطعمة مُعينة ضرورية للتغذية الجيدة.
• استشر مُقدّم الرعاية الصحية الخاص بك. تحدّث إلى طبيبك إذا كنت تُعاني من فقدان الوزن غير المُتعمّد، أو سوء التغذية. فقدان الشهية، أو صعوبة المضغ أو البلع، أو مشاكل في أطقم الأسنان غير المناسبة، أو غيرها من المشاكل التي تؤثر على تناول الطعام. يمكن لأخصائي تغذية معتمد مساعدتك في وضع خطة غذائية صحية تناسب احتياجاتك.

بعض الإجراءات الفعّالة لضمان التغذية السليمة لكبار السن

باتباع هذه الخطوات، يمكن تقليل مخاطر سوء التغذية وتحسين جودة الحياة لكبار السن:

• تحسين جودة النظام الغذائي وتنويع مصادر الطعام بحيث تشمل جميع المجموعات الغذائية (الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون الصحية، الفيتامينات، والمعادن).
• تناول البروتينات الكافية: مثل اللحوم قليلة الدهن، الأسماك، البيض، البقوليات، ومنتجات الألبان للحفاظ على كتلة العضلات.
• تناول الاطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة لتحسين الهضم ومنع الإمساك.
• تناول الأطعمة الغنية بعناصر الكالسيوم وفيتامين D لمنع هشاشة العظام (مثل الحليب، الجبن، السالمون، والتعرض لأشعة الشمس.
• تسهيل تناول الطعام او تعديل قوام الطعام: إذا كان هناك صعوبة في المضغ أو البلع، يمكن تقديم الأطعمة المهروسة أو المقطعة قطعًا صغيرة. وجبات صغيرة ومتكررة: بدلًا من 3 وجبات كبيرة لتجنب الشعور بالامتلاء السريع.
• معالجة المشكلات الصحية المؤثرة على التغذية مثل العناية بالأسنان: ضمان تركيب أطقم أسنان مناسبة إذا لزم الأمر.
• تعزيز الشهية: إضافة نكهات طبيعية مثل الأعشاب والتوابل الخفيفة لتحسين طعم الطعام (خاصة مع ضعف حاسة التذوق).
• الترطيب الكافي: تشجيع شرب الماء والسوائل طوال اليوم (مثل الشوربات، العصائر الطبيعية) لتجنب الجفاف، الذي قد يسبب الإرهاق وفقدان الشهية.
• النشاط البدني: المشي أو التمارين الخفيفة لتحسين الدورة الدموية وفتح الشهية.
• المراقبة المنتظمة: وزن الجسم دوريًا لاكتشاف أي فقدان غير مقصود للوزن.
• الدعم النفسي والاجتماعي حيث أن الاكتئاب أو العزلة قد تؤثر على الشهية، لذا يُفضل تقديم الدعم العاطفي أو استشارة مختص إذا لزم الأمر.
• التعاون مع أخصائي التغذية: تصميم نظام غذائي شخصي حسب الحالة الصحية واحتياجات المسن.

إذا كان المسن يعاني من أمراض مزمنة (مثل السكري- الضغط – الفشل الكلوي)، يجب تعديل النظام الغذائي تحت إشراف طبي لتجنب المضاعفات.

أطعمة يُفضل تجنبها لكبار السن:

• الأطعمة المقلية (تسبب عسر الهضم).
• المخللات والأطعمة المالحة (تزيد ضغط الدم).
• الحلويات الدسمة والسكريات المكررة (تسبب ارتفاع السكر).
• المشروبات الغازية والكافيين الزائد (قد تسبب الجفاف أو الأرق).

بعض المشروبات المفيدة:

الماء -الشاي الأخضر – عصائر طبيعية غير محلاة – الحليب الدافئ قبل النوم