الحجر الزراعى و البيطرىبيطري

تفشٍّ مفاجئ للحمى القلاعية في المجر يثير مخاوف أوروبية واشتباه في هجوم بيولوجي

وإغلاق الحدود لحماية الثروة الحيوانية

في تطور مفاجئ ومقلق، أعلنت المجر عن أول تفشٍّ لمرض الحمى القلاعية منذ أكثر من 50 عامًا، ما استدعى تحركًا سريعًا من السلطات الصحية والزراعية داخل البلاد، وخلق حالة استنفار على مستوى أوروبا بأكملها.

إعدام آلاف  الماشية

بدأت الأزمة في أوائل مارس 2025، حين تم رصد أول حالة إصابة في مزرعة ماشية قرب بلدة كيسبايتش، الواقعة بالقرب من الحدود السلوفاكية. ومنذ ذلك الحين، امتد الفيروس إلى عدة مزارع في مقاطعة جيور-موسون-سوبرون شمال غرب البلاد.

استجابة لذلك، فرضت الحكومة المجرية إجراءات طوارئ مشددة، شملت إغلاق الحدود وتعليق نقل الحيوانات، كما بدأت عمليات إعدام جماعي للماشية المصابة والمُعرضة للعدوى. ووفقًا للبيانات الرسمية، تم ذبح آلاف الأبقار في محاولة لاحتواء الفيروس، من بينها أكثر من 3,000 رأس ماشية يملكها المزارع الشهير بول ميكسنر.

هجوم بيولوجي محتمل

في تطور أكثر إثارة للقلق، ألمحت الحكومة المجرية إلى احتمال أن يكون الفيروس مصممًا معمليًا. وقال جيرجيلي جولياس، مدير مكتب رئيس الوزراء فيكتور أوربان، في مؤتمر صحفي:

“تشير بعض المعلومات غير الرسمية من مختبر أجنبي إلى أن الفيروس قد يكون من صنع الإنسان… لا يمكن استبعاد أن يكون هذا حدثًا مفتعلًا.”

رغم أن هذه المزاعم لم يتم التحقق منها رسميًا حتى الآن، إلا أنها أثارت مخاوف من “هجوم بيولوجي” يستهدف الأمن الغذائي الأوروبي، وسط مطالبات بإجراء تحقيقات دولية مستقلة في مصدر الفيروس.

ما هو مرض الحمى القلاعية؟

الحمى القلاعية هي عدوى فيروسية شديدة العدوى تصيب الحيوانات مشقوقة الظلف، مثل الأبقار والخنازير والأغنام والماعز. يسبب المرض بثورًا مؤلمة في الفم والأقدام، ما يؤدي إلى فقدان الوزن والعرج وانخفاض إنتاج الحليب. ورغم أن المرض نادرًا ما يصيب البشر، فإن تداعياته الاقتصادية خطيرة على قطاعات اللحوم والألبان والتجارة الدولية.

تداعيات أوروبية وتحقيقات جارية

أدت الأزمة إلى وقف استيراد اللحوم والماشية من المجر في عدة دول أوروبية، وتشديد عمليات التفتيش على الحدود. وأعلنت الهيئة الوطنية للسلامة البيطرية في رومانيا عن حظر مؤقت لاستيراد الحيوانات الحية من المجر، في ظل تزايد المخاوف من انتشار المرض عبر الحدود.

في الوقت ذاته، تتعاون السلطات الأوروبية مع الحكومة المجرية لمتابعة تطورات المرض واحتوائه.

عبر تعقيم المزارع، ومراقبة حركة الحيوانات، وإجراء اختبارات موسعة على الحيوانات البرية والمزارع المجاورة.

خبراء: لا خطر على الإنسان

أكد خبراء صحة الحيوان أن المرض لا يشكل خطرًا على الإنسان، لكنه يمثل تهديدًا كبيرًا للقطاع الزراعي.

مشيرين إلى أن مثل هذه التفشيات قد تعطل سلاسل التوريد وتكبد الدول خسائر بمليارات اليوروهات، وأضافوا أن الاشتباه في هجوم بيولوجي محتمل يجعل الأزمة أكثر حساسية، ويستدعي تعزيز بروتوكولات الأمن الحيوي وتكثيف الرقابة على الأمراض الحيوانية العابرة للحدود.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى