زراعة

الأعشاب الضارة المقاومة تهدد حقول فول الصويا في جنوب إفريقيا

تواجه حقول فول الصويا في جنوب إفريقيا تحديًا متصاعدًا يتمثل في انتشار الأعشاب الضارة المقاومة لمبيدات الأعشاب، في ظاهرة وصفها الخبراء بأنها “مشكلة خطيرة” لا حل سهل لها في الأفق.

وقالت جامعة بريتوريا في بيان لها، إن هذه الظاهرة تُشكّل “قضية مزعجة” لكل من المزارعين وشركات الكيماويات الزراعية، مشيرة إلى أن الأعشاب المقاومة للمبيدات تُجسد ما أطلقت عليه وصف “الشر” الذي لا يُمكن تجاوزه بسهولة.

وأضاف البيان أن مشكلة مقاومة الأعشاب لمبيدات الأعشاب تعد جديدة نسبيًا مقارنة بمقاومة الحشرات للمبيدات أو مقاومة الإنسان للمضادات الحيوية. فبينما بدأت تظهر في سبعينيات القرن الماضي، تصاعدت بشكل لافت خلال الثمانينيات والتسعينيات، وما زالت تمثل تحديًا قائمًا حتى اليوم.

ويؤكد الخبراء أن الاستخدام المتكرر لنفس مبيدات الأعشاب يؤدي إلى “انتقاء كيميائي”، حيث تنجو الأنماط الحيوية المقاومة طبيعيًا للمادة الكيميائية وتتكاثر، مما يؤدي إلى تطور سلالات من الأعشاب يصعب القضاء عليها.

ووفقًا لما أوردته الجامعة، فإن هذه العملية البيولوجية يمكن أن تحدث خلال ثلاث إلى خمس سنوات فقط، ما يجعل مشكلة المقاومة تظهر سريعًا في الحقول التي لا تتبع تنويعًا في وسائل المكافحة.

وحذر الخبراء من استمرار نفس الممارسات الزراعية التي أدت إلى هذه الأزمة، مؤكدين أن “الاستمرار في استخدام نفس الأساليب سيفاقم من انتشار الأعشاب الضارة المقاومة، ولن يؤدي إلى حل بل إلى تعقيد أكبر”.

ويبحث الباحثون حاليًا عن استراتيجيات إدارة متكاملة تشمل تناوب المحاصيل، واستخدام مبيدات مختلفة، وطرق زراعة بديلة للحد من تطور المقاومة.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى