الصين تُطلق رسميًا زراعة الذرة وفول الصويا المعدلين وراثيًا لتعزيز أمنها الغذائي

أعلنت الحكومة الصينية إصدار أول مجموعة من التراخيص الرسمية لزراعة الذرة وفول الصويا المعدلين وراثيًا، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة من الولايات المتحدة والبرازيل.

وذكرت وزارة الزراعة والشؤون الريفية أن القرار شمل منح 85 ترخيصًا جديدًا لإنتاج وتوزيع البذور، من بينها 26 ترخيصًا خُصصت للبذور المعدلة وراثيًا، تشمل 37 صنفًا من الذرة و14 من فول الصويا. ومن المقرر البدء في الزراعة خلال هذا الموسم في مقاطعات خبي وجيلين ومنغوليا الداخلية، والتي تُعد من أكبر المناطق المنتجة للحبوب في البلاد.

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة تمتد حتى عام 2028، تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب، وتقليص الاعتماد على الواردات، في ظل تحديات التغير المناخي، وارتفاع أسعار الغذاء، والتوترات التجارية العالمية.

وأكدت الوزارة أن تقنيات التعديل الجيني ستُستخدم لزيادة الإنتاجية وتحسين مقاومة المحاصيل للآفات والأمراض، بما يدعم الأمن الغذائي الوطني في الصين، التي تُعد أكبر مستهلك عالمي للذرة وفول الصويا.

ورغم التقدم التكنولوجي، أشار التقرير إلى استمرار وجود مخاوف شعبية بشأن سلامة الأغذية المعدلة وراثيًا، مما يفرض على السلطات تطوير منظومة رقابية صارمة لضمان جودة المنتجات.

ويمثل القرار انطلاقة رسمية للصين نحو مرحلة جديدة من السيادة على سلاسل التوريد الزراعية، وسط ظروف دولية معقدة ومنافسة متزايدة في الأسواق الزراعية العالمية.