تردد ألماني في تبني الزراعة المعدلة وراثيًا يثير قلق الخبراء

تشهد ألمانيا حالة من التردد والبطء في مواكبة التطورات العالمية بمجال الزراعة المعدلة وراثيًا، مما يثير قلق خبراء الزراعة والابتكار، خاصة في ظل تسارع دول كبرى مثل الصين والولايات المتحدة نحو تبني هذه التكنولوجيا لتعزيز أمنها الغذائي.
وفي الوقت الذي بدأت فيه دول أوروبية عدة مراجعة سياساتها تجاه المحاصيل المعدلة وراثيًا، لا تزال الحكومة الألمانية تتبنى موقفًا متحفظًا، وتواجه ضغوطًا من جماعات حماية البيئة المطالبة بفرض قيود صارمة على استخدام التكنولوجيا الحيوية في الزراعة.
ويرى خبراء أن هذا التأخر قد يضعف تنافسية القطاع الزراعي الألماني، خصوصًا في ظل التحديات المناخية المتزايدة وارتفاع الطلب العالمي على الغذاء. كما أن غياب إطار تنظيمي واضح يترك المستثمرين والمزارعين في حالة من الغموض بشأن إمكانيات الاستفادة من هذه التقنيات.
وتشير تقديرات أوروبية إلى أن المحاصيل المعدلة وراثيًا يمكن أن تسهم في تقليل استخدام المبيدات، وتحسين مقاومة المحاصيل للآفات والأمراض، وزيادة الإنتاجية، وتقليل الفاقد الزراعي.
ويأتي هذا في وقت تتجه فيه دول مثل فرنسا وإسبانيا وهولندا نحو مراجعات تنظيمية لفتح المجال أمام الابتكار الزراعي، وسط دعوات متزايدة داخل البرلمان الأوروبي لتبني سياسة موحدة أكثر مرونة تجاه الهندسة الوراثية في المحاصيل.