بحوث ومنظماتتقاريرحوارات و مقالاتخدماتيزراعة
د سعد محجوب يكتب: تربية غذائية سليمة للوقاية من الأمراض

رئيس بحوث بقسم بحوث تكنولوجيا المحاصيل – معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية
في الوقت الذي يشهد فية العالم تحديات صحية كبيرة ويعد من أحد أسبابها انتشار العادات الغذائية الخاطئة الامر الذي يحتم علي الجميع سواء في بلدان العالم المتقدم أوالنامي علي حد سواء البحث عن حلول لتلك المشكلة ولعل من أهمها ضرورة إتباع أساليب للتربية الغذائية السليمة.
تبدأ من مرحلة الطفولة حيث أنها أفضل إسثتثمار طويل الأجل في صحة الأنسان وهي ليست رفاهية بل ضرورة حتمية نتيجة تزايد المخاطر الصحية المرتبطة بالغذاء والانماط الغذائية الخاطئة ولابد من غرس حب الغذاء الصحي لدي الاطفال .
فما يتم غرسة في الصغر من عادات غذائية تنعكس بشكل مباشر علي الوقاية من أمراض مزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب في الكبر والإهتمام بالأطفال منذ الصغر حتي نبني مستقبل اكثر اشراقا بعيدا عن الأدوية والمشاكل الصحية
ماهو المقصود بالتربية الغذائية
هي تعليم الأفراد وخصوصا الأطفال القيم والمفاهيم المرتبطة بالغذاء الصحي وتعوديهم علي اتخاذ قرارات غذائية ذكية قائمة علي المعرفة والفهم لا علي العادات او الأعلانات التجارية والتربية الغذائية ليست فرضا او حرمانا بل اسلوب حياة متوازن يشجع علي التنوع والأعتدال .
أهمية التربية الغذائية المبكرة
تبدأ التربية الغذائية منذ السنوات الأولى من عمر الطفل ففي تلك المرحلة تتشكل العادات وتترسخ فيها القيم ويتشكل الذوق الغذائي والعادات الغذائية والعقل في تلك المرحلة يشبة الصفحة البيضاء وكل مايغرس فيها يصعب تغييرة لاحقا وعندما يتعود الطفل علي تناول الغذاء الصحي مثل الخضروات –الفاكهة –الحبوب الكاملة –البروتينات الخالية من الدهون –فانة ينمو بجسد سليم ومناعة قوية ونفسية مستقرة وعلي العكس فان الاهمال الغذائي في مرحلة الطفولة يؤدي الي مشكلات صحية مبكرة قد ترافق الطفل طوال حياتة .
الركائز الأساسية للتغذية السليمة
1. تنوع الغذاء:
يجب أن يشمل النظام الغذائي اليومي للأطفال مجموعة متنوعة من الأطعمة بما في ذلك الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة و البروتينات، ومنتجات الألبان مالم يكون هناك مشكلة صحية متعلقة بالتحسس الغذائي نخو غذاء ما وبالتالي ضرورة توفير البدائل الغذائية الملائمة لضمان حصولهم على جميع العناصر الغذائية الضرورية اللازمة للنمو والبناء
2. الحد من السكريات والدهون المشبعة:
تقليل استهلاك الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر والدهون المشبعة يُسهم في الوقاية من السمنة وتسوس الأسنان وأمراض القلب ومايرتبط بها من مشكلات صحية اخري
3. الاهتمام بوجبة الإفطار:
تُعَدُّ وجبة الإفطار من أهم الوجبات، حيث توفر الطاقة اللازمة لبدء اليوم وتُحسن من التركيز والأداء الدراسي.
4. تشجيع تناول الألياف: الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات، الفواكه والحبوب الكاملة تُساعد في تحسين الهضم والوقاية من الإمساك.
دور الأسرة في تعزيز العادات الغذائية الصحية
تلعب الاسرة دورًا محوريًا في تشكيل عادات أطفالهم الغذائية. من خلال تقديم القدوة الحسنة، وتوفير خيارات غذائية صحية في المنزل و يمكن تشجيع الأطفال على المشاركة في إعداد الطعام حتي تتمكن الاسرة من ترسيخ مفاهيم التغذية السليمة.
التغذية السليمة كوقاية من الأمراض المزمنة
الوقاية خير من العلاج شعار يرفعة الاطباء واثبتت الدراسات صحتة وفيما يتعلق بالتغذية السليمة فهي شيء ضروري لنمو الانسان والحفاظ علي صحتة واتباع نظام غذائي متوازن منذ الصغر يُقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة في الكبر مثل:
• السمنة: التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك السكري وأمراض القلب.
• السكري من النوع الثاني: المرتبط بزيادة الوزن وسوء التغذية.
• أمراض القلب: التي يمكن الوقاية منها من خلال تقليل استهلاك الدهون المشبعة والملح.
• مشكلات نفسية وسلوكية كالاكتئاب واضطرابات الاكل
استراتيجيات لتعزيز التغذية السليمة
دور( الأسرة والمدرسة)
• لابدمن تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة فعلي صعيد الأسرة لابد أن يكون الأبوين قدوة في السلوك الغذائي علي سبيل المثال لايمكن إقناع الطفل بأهمية الخضروات او اية اطعمة معينة اذا كان لايراها الطفل علي مائدة الأسرة كما يمكن اشراك الأطفال في اعداد الأطعمة والتحدث معهم عن فوائد كل صنف فإن ذلك يعزز من ارتباطهم بالغذاء الصحي والعمل علي .
• تقديم الطعام بأشكال جذابة: استخدام الألوان والأشكال المختلفة لجعل الطعام أكثر جاذبية للأطفال.
• تثقيف الأطفال حول فوائد الأطعمة الصحية: شرح أهمية كل نوع من الأطعمة بطريقة مبسطة ومناسبة لأعمارهم.
• تحديد أوقات منتظمة للوجبات: الالتزام بأوقات محددة لتناول الوجبات يُساعد في تنظيم الشهية وتحسين الهضم.
• الحد من تناول الوجبات السريعة: تشجيع تناول الطعام المحضر في المنزل بدلاً من الأعتماد على الوجبات السريعة.
• الأبتعاد عن اجبار الاطفال علي الاكل بل التشجيع بطريقة ايجابية علي تجربة اطعمة جديدة
• توفير خيارات صحية مثل الفواكة الطازجة والمتاحة كبديل للحلوي
• تنويع الاطعمة وتشجيع التذوق لان التنوع يجعل الوجبات ممتعة ويضمن تزويد الجسم بجميع العناصر الغذائية
• تفادي استخدام الطعام كمكافاة أو عقاب لأن ذلك يخلق علاقة غير صحية مع الطعام
وفيما يتعلق بالمدرسة والتي تعد افضل بيئة تعليمية لايجب أن يقتصر دورها علي الكتب فقط بل يجب توفير وجبات صحية والعمل علي دمج التوعية والتربية الغذائية ضمن المناهج والانشطة الدراسية
والعمل علي الحد من بيع الوجبات السريعة والمشروبات السكرية علي الأقل داخل الحرم المدرسي
العمل علي تثقيف الطفل تدريجيا عن اهمية كل نوع من الطعام بطريقة تناسب عمرة وان يكون ذلك متمشيا جنب الي جنب مع ممارسة النشاط الرياضي لضمان بناء جسم سليم بل وعقل سليم