د عزيزة صلاح الدين تكتب: أمراض القلب… الأسباب، الأعراض، وطرق الوقاية

باحث بقسم الاغذية الخاصة – معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية- مركز البحوث الزراعية- مصر
حسب منظمة الصحة العالمية تعد امراض القلب مسئولة عن حوالي 13% من الوفيات حول العالم حيث ارتفعت نسبة الوفيات بسبب امراض القلب من 7.2% عام 2000 الى 1.9% عام 2021
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب . ورغم أن بعضها لا يمكن تغييره، إلا أن هناك العديد من عوامل الخطر التي يمكنك التحكم بها.
تنتج امراض القلب عموما عن ضيق في الشرايين التي تغذي عضلة القلب بالدم،حيث تتراكم الرواسب الدهنية تدريجيًا على جدران الشرايين الداخلية، مما يُضيّق المساحة التي يتدفق فيها الدم إلى القلب. وينتج عنه ما يُعرف بتصلب الشرايين. وقد يبدأ تصلب الشرايين في سن الشباب، لذا قد يكون متقدمًا جدًا بحلول منتصف العمر.
يمكن تصنيف تراكم الرواسب الدهنية على أنه مستقر أو غير مستقر. وإذا زاد تراكم الرواسب الدهنية المستقرة، فإنه يُضيّق الشرايين، مسببًا ألمًا وانزعاجًا نتيجةً لنقص الدم الواصل إلى القلب – وهذا ما يُسمى بالذبحة الصدرية، وهي حالة تستدعي العلاج.
اما الرواسب الدهنية غير المستقرة فإنها تكون ملتهبة ولها غطاء رقيق عرضة للتشقق، مما يسمح للدم بالتلامس مع محتوياتها الدهنية. وفي هذه الحاله يتجلط الدم لسد الفجوة، لكن الجلطة الدموية تسد الشريان و هذا يمنع تدفق الدم إلى القلب، ويقطع عنه الأكسجين، ويتلف خلايا القلب أو يقتلها وينتج عنه ما يعرف بالنوبة القلبية.
الدهون الغذائية ومستويات الكوليسترول وصحة القلب
إن أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب هو اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على وزن مثالي للجسم.
الكوليستيرول:
يعتبر الكوليسترول من مشتقات الدهون وهو أساسي للعديد من الوظائف الأيضية، وهو جزء أساسي من جميع أغشية خلايا الجسم. يُنتجه الجسم من الطعام الذي نتناوله، ويُنتجه الكبد ايضا.
وتشمل الدهون التي تحتوي على الكوليسترول في الدم البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL). يمكن أن يؤدي الكوليسترول الضار (LDL) إلى تكوّن الرواسب الدهنية في الشرايين، بينما يساعد الكوليسترول الجيد (HDL) على إزالة الكوليسترول من الجسم، ويُصعّب تكوّن الرواسب الدهنية في الشرايين.
الدهون المشبعة:
تميل الدهون المشبعة (المعروفة أيضًا باسم “الدهون الضارة”) إلى زيادة مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم. وتشمل المصادر الشائعة للدهون المشبعة (الزبدة، زيت جوز الهند، دهون اللحوم بما في ذلك شحم الخنزير والدهون المذابة)
منتجات الألبان :
على الرغم من أن منتجات الألبان كاملة الدسم (مثل الحليب والجبن والزبادي) تحتوي على الدهون المشبعة، إلا أنه يبدو أن هذا النوع من الدهون له علاقة محايدة بصحة القلب.حيث توصي بعض مؤسسات القلب بتناول الحليب والزبادي والجبن غير المنكه من قبل عامة الناس، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إلى خفض مستوى الكوليسترول الضار لديهم، فيجب عليهم تناول الإصدارات قليلة الدهون بدلاً من ذلك.
الأطعمة المهمة لصحة القلب
رغم عدم وجود طعام “سحري” واحد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أن هناك أدلة على أهمية بعض الأطعمة لصحة القلب. وتشمل هذه:
1- الأسماك الزيتية
مثل الماكريل والسردين والتونة والسلمون، والتي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية. وقد ثبت أن هذا النوع من الدهون يُقلل من الدهون الثلاثية(TG) ويزيد من مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، ويُحسّن مرونة الأوعية الدموية ويُرقق الدم، مما يُقلل من احتمالية تجلطه وإعاقة تدفقه.
2- بعض الزيوت النباتية :
مثل زيت الذرة والصويا والقرطم (التي تحتوي على أحماض أوميغا 6 الدهنية)، وتلك التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية (مثل زيت الكانولا وزيت الزيتون). جميعها تساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار عند استخدامها.
3- الفواكه والخضراوات :
الألياف والبوتاسيوم والمغذيات الدقيقة الأخرى (مثل مضادات الأكسدة ) الموجودة في الفواكه والخضراوات توفر الحماية من أمراض القلب. كما أنها مصدر مهم لحمض الفوليك، الذي يساعد على خفض مستويات الحمض الأميني الهوموسيستين في الدم، والذي يبدو أنه مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
كيفية تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب باتباع نظام غذائي صحي
1- الحد من تناول الأطعمة السريعة المقلية والأطعمة المصنعة.
2- استبدل الطاقة من الدهون المشبعة (مثل الزبدة وزيت جوز الهند والقشدة) بالدهون غير المشبعة الصحية من البذور والنباتات (مثل زيت الزيتون البكر الممتاز والأفوكادو وعباد الشمس والكانولا والقرطم والفول السوداني وفول الصويا والسمسم) والأطعمة التي تحتوي على هذه الزيوت مثل المكسرات والبذور والأفوكادو والزيتون والصويا.
3- زيادة كمية وتنوع الأطعمة النباتية – تناول المزيد من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
4- تقليل تناول مصادر الكربوهيدرات المكررة ذات المؤشرات السكرية الأعلى (بما في ذلك الأطعمة التي تحتوي على السكريات المضافة