دراسة: المحاصيل المعدلة وراثيًا فشلت في تقليل المبيدات وساهمت في زيادة استخدامها

رغم الوعود التي صاحبت إدخال المحاصيل المعدلة وراثيًا بشأن تقليل استخدام المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية، أظهرت دراسة حديثة أن هذه المحاصيل أدت في الواقع إلى زيادة الاعتماد على الكيماويات الزراعية.
وتناولت الدراسة تأثيرات محاصيل مثل قطن Bt وفول الصويا المقاوم للمبيدات في دول عدة، من بينها الهند، لتوضيح كيف ساهمت هذه الزراعات في تفاقم مشكلة استخدام المبيدات على مدار العقود الماضية.
في الهند، حيث تم إدخال القطن المعدل وراثيًا في تسعينيات القرن الماضي، كانت الحكومة قد وعدت بخفض استخدام المبيدات، إلا أن الاستخدام ارتفع بشكل ملحوظ مع مرور الوقت وظهور مقاومة من الآفات، ليتجاوز المستويات التي كانت سائدة قبل إدخال القطن المعدل.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة التغيير الزراعي بتاريخ 14 أبريل 2025، إلى أن المحاصيل المعدلة وراثيًا ساهمت في زيادة استخدام المبيدات الحشرية، خاصة في نظم الزراعة الأحادية التي تعتمد بشكل مكثف على المدخلات الكيميائية.
وأوضح الباحثون ما يُعرف بـ”مفارقة جيفونز”، والتي تفيد بأن زيادة كفاءة استخدام الموارد قد تؤدي فعليًا إلى ارتفاع الاستهلاك الكلي.
ففي حالة قطن Bt، انخفض استخدام المبيدات في البداية، لكن بحلول عام 2010 بدأت الآفات تطور مقاومة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في استخدامها.
كما كشفت الدراسة أن محاصيل فول الصويا المعدلة وراثيًا في الولايات المتحدة، والتي كانت تُروّج كمحاصيل تتطلب مبيدات أعشاب أرخص مثل الجليفوسات، أدت بدورها إلى ارتفاع ملحوظ في استخدام هذا المبيد مع توسع زراعة تلك المحاصيل.
وتخلص الدراسة إلى أن المحاصيل المعدلة وراثيًا، رغم تعهداتها بتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية، قد أسهمت في ارتفاع استهلاكها، مما يمثل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق أهداف الزراعة المستدامة.