تحسن مفاجئ في إنتاج القمح الروسي وزيادة مرتقبة في واردات الدول المستوردة
توقعت شركة “أرجوس ميديا” المتخصصة في تحليلات الأسواق الزراعية أن يصل إنتاج روسيا من القمح إلى 84.87 مليون طن خلال موسم 2025-2026، بزيادة قدرها 4.4% مقارنة بالعام الماضي، وذلك دون احتساب إنتاج منطقة القرم المتنازع عليها.
تحسن مفاجئ بعد بداية قاتمة للموسم الروسي
كانت التوقعات الأولية تبدو قاتمة في أعقاب جولة تقييم المحاصيل التي أجرتها الشركة في مارس، حيث تم تسجيل نقص في هطول الأمطار بجميع مناطق إنتاج القمح الشتوي في روسيا. لكن هطول الأمطار لاحقًا ساهم في تحسين مستويات رطوبة التربة، ما أنعش حالة المحصول. وذكر جيد ديلافراي، مدير التحرير العالمي للزراعة في “أرجوس ميديا”، أن النباتات خرجت من سباتها الشتوي بحالة جيدة، رغم تأخر النمو في نوفمبر، ووصف الوضع بأنه “تحسن غير عادي في هذا الوقت من السنة”.
مساحة أقل وغلة أعلى من المتوسط
رغم أن المساحة المزروعة أقل من العام الماضي، إلا أنه من المتوقع أن تكون الغلة أعلى من العام الماضي، وإن كانت أقل قليلًا من خط الاتجاه العام للإنتاج.
أوكرانيا ترفع إنتاج القمح بنسبة 6.2%
وفي أوكرانيا، توقعت “أرجوس” أن يصل إنتاج القمح إلى 23.68 مليون طن خلال الموسم نفسه، بزيادة 6.2% عن العام الماضي. ويرجع ذلك إلى زيادة المساحات المزروعة، مع توقعات بأن تكون العائدات مماثلة للعام الماضي.
تحسن المحاصيل الأوكرانية باستثناء الغرب
شهدت المناطق الوسطى والشرقية في أوكرانيا تحسنًا في ظروف المحاصيل منذ نوفمبر، بينما تراجعت الأوضاع الزراعية في الغرب، في حين حافظ الجنوب على حالة جيدة نسبيًا.
رومانيا تسجل أفضل حالة محاصيل في 10 سنوات
أما في رومانيا، فقد سجلت البلاد كثافة نباتية أعلى بكثير من المتوسط لعشر سنوات، وسط توقعات بإنتاج قياسي يصل إلى 11.54 مليون طن، بزيادة 13.9% عن العام الماضي. وأشار ديلافراي إلى أن المزارعين المحليين وصفوا ظروف القمح الشتوي بأنها “من بين الأفضل على الإطلاق”، مؤكدًا أن التقييم العام هذا العام من بين أعلى التقييمات منذ بدء جولات الشركة في رومانيا.
زيادة مرتقبة في الطلب على قمح البحر الأسود
توقعت “أرجوس” أن تكون آفاق الطلب على قمح البحر الأسود قوية، خاصة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. ويأتي هذا بعد تراجع المحاصيل المحلية في دول مثل باكستان وتركيا والعراق، ما يعزز الاعتماد على الاستيراد. على سبيل المثال، يُتوقع أن تنتج باكستان 27.8 مليون طن من القمح، مقارنة بـ 31.1 مليونًا في العام الماضي.
قفزة في الواردات المتوقعة تصل إلى 57.8 مليون طن
من المتوقع أن تصل واردات القمح في هذه الدول مجتمعة إلى 57.8 مليون طن في موسم 2025-2026، مقارنة بـ 47.8 مليون طن فقط في الموسم الحالي، وهو ما يفتح الباب أمام روسيا وأوكرانيا لتعزيز صادراتهما.
روسيا تبدأ الموسم الجديد بإمدادات تصديرية محدودة
أوضحت “أرجوس” أن الصادرات الروسية كانت نشطة في النصف الأول من موسم 2024-2025، لكنها تباطأت في النصف الثاني، ما أدى إلى تراجع الكمية المتبقية للتصدير إلى النصف مقارنة بالعام الماضي.
ارتفاع الأسعار المحلية في روسيا رغم التراجع العالمي
ساهم انخفاض المعروض المحلي، وقيود التصدير، وصعود الروبل أمام الدولار في ارتفاع أسعار القمح داخل روسيا، في حين سجلت أسعار العقود الآجلة العالمية للقمح انخفاضًا.
تحديات تواجه محصول الذرة في أوكرانيا
أما بالنسبة للذرة، فلا تزال الصورة غير واضحة، لكن يُتوقع أن تكون المساحة المزروعة أكبر من العام الماضي. وكان إنتاج أوكرانيا من الذرة في موسم 2024-2025 قد بلغ 23.9 مليون طن، وهو أقل إنتاج منذ 2015-2016، بسبب موجات الحر وقلة الأمطار في يوليو الماضي.
أسعار الذرة الأوكرانية تنافس القمح الفرنسي
شهدت أسعار الذرة في أوكرانيا ارتفاعًا كبيرًا، حتى أنها تعادلت مع سعر القمح الفرنسي مؤخرًا.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي يحصل عادة على 95% إلى 100% من وارداته من الذرة من أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة بدأت تقتطع حصة مهمة من السوق في 2024-2025، حيث بلغت حصتها 16% من واردات أوروبا حتى الآن.
