د فاطمة أحمد تكتب: هذه الأغذية للتخلص من حموضة وحرقة المعدة

أستاذ في مركز بحوث الصحراء – وزارة الزراعة- مصر
يتناول معظم الأشخاص الطعام بسرعة، ولا يمضغون الطعام بشكل جيد، ويميل الكثير من الأشخاص إلى تناول الطعام أثناء القيام بنشاطات أخرى مما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون إنتباه، وتقود جميع هذه العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بحرقة المعدة (Heartburn) أو حموضة المعدة، تحدث نتيجة وجود مشكلة الإرتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux) التي يرتد فيها الحمض وإفرازات المعدة خارج المعدة إلى المريء، مما ينتج عنه حرقة في الصدر وشعور بعدم الراحة، وهناك عدد من الأطعمة المناسبة للحموضة، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
الفواكه والخضروات:
تساعد جميع أنواع الفواكه والخضروات تقريبًا وبإستثناءات قليلة فى تقليل حموضة المعدة، فتحتوي الخضروات الجذرية مثل: الجزر، والبطاطا، والخضراوات الورقية الخضراء مثل: السبانخ، والكرنب، والبروكلي، والجرجير، الكرفس، والبقدونس على نسبة منخفضة من الدهون والسكريات، الأمر الذي يساعد في التقليل من حموضة المعدة والإصابة بالحرقة، كما تحتوى أيضا على نسبة عالية من العناصر الغذائية الهامة، ومصدر غنى بالألياف الغذائية التى تجعل الشخص يشعر بالشبع، وتقلل من الإفراط في تناول الطعام الذي قد يساهم في حرقة المعدة.
تعتبر الفواكه الحمضية، مثل الجريب فروت والبرتقال، الطماطم من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الحموضة. ويمكن لهذا الحمض أن يريح العضلة العاصرة للمريء ويسبب حرقة المعدة. ويمكن لبعض الخضروات أن تسبب حرقة المعدة، فيمكن أن يسبب تناول الثوم حرقة المعدة وإضطراب المعدة لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل الجهاز الهضمي بشكل منتظم. كما يحفز البصل إنتاج الحمض بالمعدة مما قد يؤدي إلى حرقة المعدة.
بينما تحتوي الفواكه غير الحامضية مثل الموز، البطيخ، الأناناس، الكيوى، والتفاح على نسبة منخفضة من الأحماض، والتي يمكن أن تساعد في تقليل إنتاج حمض المعدة وتساهم في تهدئة حموضة المعدة، والتقليل من الإصابة بإرتجاع المريء. درجة الحموضة (pH) في الموز 5.6، يعتبر الموز رائع للإشخاص الذين يعانون من الحرقة في المعدة ، كما يعتبر البطيخ والذي رقمه الهيدروجيني (6.1) هو جيد لحرقة المعدة .
السلطة الخضراء:
يتميز طبق السلطة الخضراء بالعديد من المزايا فيما يتعلق بعملية الهضم، فهو يمنع الإلتهاب والإفراز الزائد لأحماض المعدة، وذلك لأن السلطة تتكون من الخضراوات الورقية والجزر والخيار والكرفس والخس، والتي تعد من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة (Antioxidants)، هذا فضلاً عن إحتوائها على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تساعد في إمتصاص العصارات الهضمية القادمة من المعدة، لتتمكن من هضم الوجبات الثقيلة.
الحبوب الكاملة عالية الألياف:
تعد الحبوب الكاملة مصادر جيدة للألياف الغذائية، وفيتامينات ب، والحديد، وحمض الفوليك (Folic acid)، والسيلينيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والعناصر الغذائية المهمة الأخرى. ويمكن أن تكون الحبوب الكاملة أطعمة كاملة، مثل الفشار أو الكينوا، أو مكونات في أطعمة أخرى، مثل دقيق القمح الكامل في الخبز. وقد تساعد كمية الألياف الموجودة في الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة في إمتصاص حمض المعدة. ومن أمثلة الحبوب الكاملة: الأرز البني، ودقيق الشوفان، وخبز الحبوب الكاملة والتى تساعد في وقف أعراض إرتداد الحمض، كما أنها مصدر جيد للألياف الغذائية، وقد تساعد في إمتصاص حمض المعدة.
يعد الشوفان من أفضل وجبات الإفطار وفي أي وقت من اليوم كوجبة خفيفة ، لأنه مصدرا جيدًا للألياف الغذائية الطبيعية التي تمتص أحماض المعدة الزائدة وتقلل من أعراض الحموضة والإرتجاع الحمضي، فضلا عن دور الألياف في تقليل الإمساك، وتعزيز صحة الأمعاء، والمحافظة على صحة الجسم الكامل بشكل عام. ويمكن تناول الشوفان مع الزبيب لأن الشوفان يمتص حموضة الزبيب.
البقوليات:
البقوليات مصدر جيد للبروتين النباتى، تشمل الفاصوليا والبازلاء والعدس، وهي عادة ما تكون منخفضة الدهون، ولا تحتوي على الكوليسترول ((Cholesterol، وتحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية من المعادن والفيتامينات، مثل حمض الفوليك والبوتاسيوم والحديد والمغنيسيوم. كما تحتوي البقوليات على دهون، إلى جانب كونها مصادر جيدة للألياف.
البروتينات الخالية من الدهون:
يمكن أن يقلل تناول البروتينات قليلة الدسم والخالية من الدهون مثل الدجاج منزوع الجلد، والأسماك، والمأكولات البحرية، وبياض البيض من أعراض الحموضة، أفضل الطرق لتحضيرها هي الشوي، أو المسلوق، وليس المقلى، وضرورة تجنب إضافة الكثير من التوابل التي يمكن أن تزيد من حموضة المعدة، لأن الوجبات الغنية بالدهون والأطعمة المقلية إلى الإرتجاع عن طريق تقليل ضغط العضلة العاصرة المريئية السفلية وتأخير إفراغ المعدة.
الدهون الصحية:
الدهون عنصر غذائي ضروري، فهي ضرورية لصحة القلب والدماغ لأنها يمكن أن تقلل من كميات الكوليسترول السيئ (LDL) في الجسم، ولكن تناول الكثير من الأطعمة الدهنية يمكن أن يؤدي إلى إرتداد الحمض وإرتجاع المريء، حيث قد يساعد إستبدال الدهون غير الصحية بالدهون غير المشبعة (Unsaturated fats)، الأفوكادو، وزيت الزيتون، والجوز، خيارات جيدة للدهون الصحية.
الحليب والزبادى:
يحتوي الحليب على كميات كبيرة من الكالسيوم، وهو معدن يعمل على تهدئة حموضة المعدة. ولكن يجب الأخذ بعين الإعتبار أن الحليب يأتي بأصناف مختلفة منها كامل الدسم، وقليل الدسم، ومنزوع الدسم، وقد يتسبب الحليب الكامل الدسم في زيادة شدة أعراض إرتداد الأحماض، أما الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم البارد فقد يوفر راحة فورية من حموضة المعدة بسبب خصائصه المهدئة ومحتواه العالي من حمض اللاكتيك (Lactic acid). الزبادى مصدر جيد للبروتين، كما يحتوى على البروبيوتيك (Probiotic)، فيحتوى على كائنات دقيقة حية تحافظ على البكتيريا الجيدة في الجسم الذي يدعم ويعزز مناعة الجهاز الهضمي، وهو من الأطعمة المفيدة لعلاج الحموضة.
بعض الأعشاب:
يساعد تناول بعض الأعشاب في علاج الحموضة والتقليل من أعراضها وتهدئة المعدة، مثل: الزنجبيل، والبابونج، والريحان، والشاى الأخضر، واليانسون، وعرق السوس. استُخدم الزنجبيل على مر التاريخ لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي، حيث يتمتع بخصائص طبية وطبيعة قلوية وخصائصه المضادة للإلتهابات (Anti-inflammatory) التى تجعله أحد أفضل مساعدات الهضم، كما قد يساهم في التخفيف من حموضة المعدة لأنه أحد الأطعمة التي يمكنها تحييد حمض المعدة على الفور، حيث يخفف إنخفاض مستوى الحمض من تهيج الجهاز الهضمي. يمكن إضافة الزنجبيل إلى العصائر، أو الحساء، أو العديد من الأطباق، أو تناول شاى الزنجبيل لتخفيف الأعراض.
المكسرات والبذور:
توفر العديد من المكسرات، والبذور، الألياف والعناصر الغذائية والدهون الأحادية غير المشبعة () الصحية إلى نظامنا الغذائي. كما انها قد تساعد في إمتصاص حمض المعدة، مما يقلل من حرقة المعدة. فاللوز، والفول السوداني، وبذور الشيا، والرمان، وبذور الكتان، كلها خيارات صحية. كما تعمل بذور الكمون كمعادل للأحماض، فهي تساهم في تسهيل عملية الهضم وتهدئة الشعور بالحموضة، وذلك عن طريق سحق بعض بذور الكمون المحمص، وإضافتها إلى كوب من الماء، أو نقع ملعقة صغيرة منها في كوب من الماء المغلي، ثم تناولها بعد كل وجبة.
الماء والليمون:
على الرغم من أن عصير الليمون حمضي جداً إلا أن إضافة بضع قطرات من عصير الليمون الممزوجة بالماء الدافئ والعسل يساعد على تحييد أحماض المعدة، ويفضل شرب هذا الخليط مع وجبات الطعام.
صودا الخبز:
تعمل صودا الخبز على معادلة حموضة المعدة بصفتها ذات خواص قاعدية، ويتم تناولها عبر خلط ملعقة صغيرة منها في كوب من الماء.