تراجع الصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين مع زيادة واردات فول الصويا البرازيلي
في ظل التصعيد الأخير في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تواجه الصادرات الزراعية الأمريكية، خاصة فول الصويا واللحوم، تحديات كبيرة. وشهدت مقاطعة تشجيانغ الصينية زيادة ملحوظة في واردات فول الصويا البرازيلي، مما يعكس تراجعًا كبيرًا في الحصة السوقية للولايات المتحدة.
بحسب تقرير نشرته مجموعة الصين الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من المتوقع أن ترسو حوالي 40 سفينة محملة بفول الصويا البرازيلي في ميناء تشو شان، نينغبو، خلال أبريل 2025، بزيادة 48% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
ومن المتوقع أن يتم تفريغ نحو 700 ألف طن من فول الصويا، بزيادة 32% عن العام الماضي.
أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) أن صادرات الولايات المتحدة من المنتجات الزراعية، بما في ذلك فول الصويا واللحوم، سجلت تراجعًا حادًا بين 11 و17 أبريل 2025، عقب تصعيد التعريفات الجمركية مع الصين.
وانخفضت مبيعات فول الصويا بنسبة 50% مقارنة بالأسبوع السابق، فيما تراجعت مبيعات اللحوم بنسبة 72%.
وبيّنت البيانات أن الصين اشترت فقط 1,800 طن من فول الصويا الأمريكي خلال تلك الفترة، مقارنة بـ72,800 طن في الأسبوع المنتهي في 10 أبريل، كما تراجعت مشتريات اللحوم الأمريكية بمقدار 12 ألف طن، وهو أدنى مستوى لها هذا العام.
وأشار الخبراء إلى أن السوق الصينية تتجه نحو تنويع مصادرها الزراعية، مع اعتماد متزايد على البرازيل. وبين عامي 2016 و2024، تراجعت حصة الولايات المتحدة من واردات فول الصويا الصينية من 40% إلى 18%، مما يعكس تحولات في السياسة التجارية الصينية وجهودها للبحث عن بدائل للمنتجات الأمريكية من دول مثل البرازيل والأرجنتين.
وأوضح الخبراء أن استمرار فرض الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية الأمريكية سيؤدي إلى مزيد من التراجع في حصتها بالسوق الصينية، مما قد يضغط على أسعار السلع الزراعية الأمريكية عالميًا. كما توقعوا أن تعزز الصين تعاونها مع الدول المصدرة الأخرى مثل البرازيل والأرجنتين وأستراليا.
تستمر تداعيات الحرب التجارية في التأثير على السوق الزراعي العالمي، ومع تزايد واردات فول الصويا من البرازيل، يبدو أن الصين تقترب أكثر من استبدال الصادرات الأمريكية ببدائل أخرى، استمرار هذا الاتجاه قد يفرض تحديات كبيرة على الولايات المتحدة للحفاظ على وجودها في السوق الصينية.
