ميشيغان بين فرص المناخ وتحديات العمالة في الزراعة المتخصصة

تعد ولاية ميشيغان من أبرز الولايات الأمريكية في إنتاج المحاصيل المتخصصة مثل الكرز، والتفاح، والخوخ، والهليون، حيث تساهم هذه المحاصيل بنحو 6.3 مليار دولار سنويًا في اقتصاد الولاية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن جامعة ولاية ميشيغان.
تغير المناخ يفتح آفاقًا جديدة للزراعة تشير دراسة جديدة، من المقرر نشرها في مجلة “الأرصاد الجوية الزراعية والغابات” في يونيو المقبل، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الشتاء قد يخلق فرصًا أكبر لزراعة المحاصيل المتخصصة، خصوصًا في منطقة وسط ميشيغان.
وأوضح ترينت فورد، عالم المناخ في ولاية إلينوي والباحث الرئيسي في الدراسة، أن تراكم ساعات البرودة الضرورية لنمو الأشجار قد ازداد مع تغير أنماط الطقس، مما يعزز فرص نجاح زراعة أنواع جديدة من المحاصيل في المنطقة.
تراجع المساحات المزروعة وتحديات العمالة رغم هذه الفرص المناخية، تواجه ميشيغان تحديات اقتصادية حادة في القطاع الزراعي. فقد أشار ستيفن ميلر، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة ولاية ميشيغان، إلى أن الأراضي المزروعة بالخضروات والبطاطس والفواكه قد انخفضت بنسبة 11% خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. ويُعزى هذا الانخفاض إلى ارتفاع تكاليف العمالة وصعوبة العثور على حصّادين.
التحول نحو محاصيل أقل ربحية أوضح تشاك ليبسترو، رئيس جمعية الأعمال الزراعية في ميشيغان، أن ارتفاع الأجور وقلة تنافسيتها مع اقتصاديات المزارع أدى إلى عزوف كثير من المزارعين عن زراعة المحاصيل المتخصصة. ودفع هذا البعض إلى بيع أراضيهم أو التحول لزراعة محاصيل أقل ربحية مثل الذرة وفول الصويا، مما قد يهدد التنوع الزراعي المميز للولاية.
مخاطر الطقس المتطرف قائمة ورغم أن ارتفاع درجات الحرارة قد يقلل من “الطقس القاتل” في الربيع، إلا أن التغيرات المناخية ما تزال تحمل معها مخاطر الطقس المتطرف، الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالمحاصيل خلال السنوات الماضية.
مستقبل الزراعة المتخصصة في ميشيغان تظل ميشيغان، بفضل موقعها الجغرافي وتأثير بحيرة ميشيغان، من الولايات الرائدة في تنوع المحاصيل الزراعية. ومع ذلك، فإن معالجة تحديات العمالة وتخفيف تأثيرات التغير المناخي سيكونان مفتاحين لضمان استدامة هذا النجاح في المستقبل.