باحثون يطورون قمحًا معدلًا وراثيًا يقلل من حساسية الغلوتين

القمح يعد من أهم المحاصيل الزراعية عالميًا، حيث يمثل مصدرًا رئيسيًا للسعرات الحرارية والبروتينات والكربوهيدرات. ولكن، فإن بعض أنواع بروتينات الغلوتين تسبّب ردود فعل مناعية خطيرة، مثل مرض الاضطرابات الهضمية، الذي يشهد انتشارًا متزايدًا حول العالم. لكن أبحاث جديدة قد تفتح أفقًا جديدًا للحد من هذه المشكلة.

تعديل وراثي واعد يحد من حساسية الغلوتين

تمكن باحثون من جامعة كاليفورنيا – ديفيس من إجراء تعديل وراثي على القمح، حيث نجحوا في حذف مجموعة جينات تنتج بروتينات الغلوتين المثيرة للمناعة. وقد أظهرت النتائج أن الحذف لم يؤثر سلبًا على جودة الخبز، بل قد يحسنها في بعض الحالات. وقد نشرت هذه النتائج في مجلة Theoretical and Applied Genetics.

أمل جديد لمرضى الداء البطني

أوضحت ماريا روتيرسمان، طالبة الدكتوراه المشاركة في الدراسة، أن الهدف لم يكن إنتاج قمح آمن تمامًا لمرضى الداء البطني، بل تقليل الآثار السلبية لبروتينات الغلوتين المثيرة للمناعة. وأضافت: “من خلال إزالة البروتينات ألفا-غليادينات، يمكن تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالقمح دون التأثير على جودته”.

حذف مدروس دون التأثير على الجودة

الغليادين والغلوبيولين هما نوعان رئيسيان في مكونات الغلوتين. وعادةً ما يؤدي حذف كلا النوعين إلى تقليل جودة الخبز. لكن الباحثين في هذه الدراسة لجأوا إلى تقنية دقيقة، حيث استهدفوا فقط البروتينات ألفا-غليادينات، التي تُعدّ المسؤول الرئيسي عن تحفيز ردود الفعل المناعية.

نتائج مشجعة لزراعة القمح المعدل

أظهرت اختبارات الجودة أن الطحين الناتج من القمح المعدل حافظ على خواصه الأساسية بل تفوق في بعض الحالات على الطحين التقليدي. وهذا يعني أن المزارعين يمكنهم زراعة هذا النوع من القمح بأساليبهم المعتادة دون الحاجة إلى أي تغييرات تقنية.

اهتمام متزايد في السوق

أبدى العديد من الخبازين والمزارعين حماسًا كبيرًا تجاه القمح المعدل، وأكدت روتيرسمان أن السلالات المعدلة يمكن زراعتها كما هو الحال مع القمح التقليدي، دون الحاجة إلى معالجة خاصة. كما أن الجودة العالية للمنتج النهائي تعزز من فرصة تبني هذا النوع من القمح.

تعاون علمي ودعم متعدد

شارك في هذه الدراسة باحثون من عدة جهات، بما في ذلك قسم علوم النبات، معهد هوارد هيوز الطبي، ولجنة القمح في كاليفورنيا، بالإضافة إلى تمويل من مؤسسة مرض الاضطرابات الهضمية والمعهد الوطني للأغذية والزراعة.