اسعار السلعزراعة

تراجع إمدادات القمح عالميًا يهدد بارتفاع الأسعار مع اقتراب موسم الحصاد

تتجه إمدادات القمح العالمية نحو التراجع مع بداية الموسم الجديد، ما ينذر بارتفاع محتمل في الأسعار، خاصة في ظل التوترات المناخية التي تضرب أبرز الدول المنتجة للقمح. ويُعد شهرا يونيو ويوليو حاسمين، إذ تتوقف جودة وكمية الإنتاج بدرجة كبيرة على أحوال الطقس في هذه الفترة.

تفاوت في أوضاع المحصول حول العالم

رغم أن حالة القمح الشتوي في الولايات المتحدة تبعث على التفاؤل، فإن الجفاف يهدد المحاصيل في أوروبا والصين، فيما تترقب روسيا نتائج موجة الصقيع الأخيرة. وتشير تقديرات أولية إلى بقاء المخزونات العالمية عند مستويات متدنية تُعد من الأدنى خلال العقد الأخير.

الطقس.. عنصر مفصلي في تحديد المسار

أكد المستشار الزراعي “مايك فيردين” أن هذه الفترة حاسمة لنمو القمح، موضحًا أن أي تقلبات مناخية مفاجئة قد تؤثر بشكل كبير على الإنتاج والأسعار. وأشار إلى أن “أسواق القمح قد تشهد قفزات مفاجئة في الأسعار إذا زادت الأضرار المناخية في مناطق الإنتاج الرئيسية”.

توقعات الإنتاج والمخزونات العالمية

تشير توقعات تقرير وزارة الزراعة الأمريكية المرتقب (WASDE) إلى أن مخزونات القمح العالمية قد تصل إلى 261.4 مليون طن. أما مجلس الحبوب الدولي فيتوقع تراجعها بنسبة 3% إلى نحو 260 مليون طن، ما يعكس ضغوطًا مستمرة على الإمدادات.

أبرز تطورات أوضاع القمح عالميًا

  • روسيا: تواجه البلاد أدنى إنتاج منذ 4 سنوات بسبب الجفاف والصقيع. كما زاد التوتر في البحر الأسود بعد استهداف موانئ تصدير رئيسية.
  • أوكرانيا: تتوقع شركة “أوكر أجرو كونسلت” تراجع الإنتاج بنسبة 10% بسبب الجفاف، ما قد يرفع الطلب العالمي من مصادر بديلة بأسعار أعلى.
  • أوروبا: بعد موسم ضعيف في 2024، يهدد الجفاف الممتد الإنتاج في إنجلترا وشمال فرنسا وألمانيا والدنمارك، وسط توقعات باستمرار الجفاف حتى يونيو.
  • الولايات المتحدة: رغم أن 51% من المحصول في حالة “جيدة إلى ممتازة”، إلا أن التوقعات تشير إلى تراجع الإنتاج بنسبة 4% مع استمرار الحرب التجارية مع الصين.
  • الصين وأستراليا وشمال أفريقيا: تعاني الصين من موجات حر شديدة في إقليمها المنتج الرئيسي. أما الجزائر والمغرب، فقد تأثر إنتاجهما بالجفاف، فيما انخفضت المساحات المزروعة في أستراليا بسبب سوء الأحوال الجوية.

الأسواق العالمية تترقب موسم الحصاد المقبل وسط تصاعد المخاوف من ضعف الإمدادات. وقد يؤدي أي تدهور إضافي في الطقس إلى ارتفاع الأسعار بوتيرة سريعة، خاصة إذا تزامن ذلك مع زيادة الطلب من كبار المستوردين مثل الصين وشمال أفريقيا.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى