تجارب ري وزراعة حديثة في الجنوب الأردني لرفع كفاءة المياه والإنتاج

أجرى وزير المياه والري الأردني المهندس رائد أبو السعود جولة ميدانية نهاية الأسبوع الماضي، شملت عدة مواقع للحصاد المائي والتجارب الزراعية الحديثة في الجنوب الأردني.

بدأت الجولة بزيارة حفيرة الأبيض في محافظة الكرك، والتي خزّنت نحو 2.5 مليون متر مكعب من مياه الأمطار. وحث الوزير المواطنين على توخي الحذر وعدم الاقتراب من الحفائر والسدود، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، نظرًا لخطورة التربة الطينية في هذه المناطق.

تفقد الوفد عددًا من المزارع الريادية في حوض الديسي ورم، والتي تُستخدم لتوفير منتجات زراعية لمنشآت سياحية في العقبة. واستمع الوزير إلى شرح من المعنيين حول نتائج تجارب ري حديثة تنفذها سلطة وادي الأردن بالشراكة مع خبرات أسترالية وبدعم من القطاع الزراعي الأردني الخاص.

عرضت المهندسة سجال المجالي، مديرة إحدى المزارع، تجارب استخدام مادة الهيموسويل، وهي سماد عضوي مخمّر محليًا. ويساهم هذا الأسلوب في خفض ملوحة التربة، وتحسين نوعية المحصول، وتقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 70%، إضافة إلى مكافحة الجفاف والتبخر، وتقليل آفات الحشرات الزراعية والمنزلية.

بدأت سلطة وادي الأردن منذ عام تنفيذ تجربة لتخمير السماد العضوي في ثلاث مناطق: رم، الضليل، ووادي الأردن. وتعتمد الطريقة على تخمير المواد العضوية لمدة 6 أشهر بطريقة منخفضة التكاليف وصديقة للبيئة، مع استخدام كائنات دقيقة مفيدة تعزز التربة وتمنع نمو الأمراض والحشرات.

أشاد الوزير أبو السعود بنتائج هذه التجارب، خاصة في زراعة القمح المطور، الذي حقق إنتاجًا غزيرًا من كل حبة، وحصادًا متكررًا دون حراثة أو إعادة بذر، وتوفيرًا ملحوظًا في مياه الري. كما أظهرت زراعة الخضروات والفواكه نجاحًا كبيرًا من حيث الجودة والإنتاج.

أكد الوزير أهمية تعميم هذه التجارب الحديثة على مختلف المناطق الزراعية في المملكة، مشيرًا إلى أن التجارب تدعم خطط وزارة المياه الاستراتيجية الهادفة إلى تقليل كميات مياه الري ورفع كفاءة الإنتاج.

وقال أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس هشام الحيصة، إن السلطة تتابع تنفيذ هذه التجارب بالتنسيق مع وزارة الزراعة والمزارعين، مؤكدًا أهمية اختيار المحاصيل المناسبة للبيئة المحلية، إضافة إلى العمل على إعادة استخدام المخلفات الحيوانية والمياه المعالجة في الزراعة، خاصة لإنتاج الأعلاف.