تراجع حاد في إنتاج القمح بأوكرانيا وروسيا يثير مخاوف الأسواق العالمية

تشهد الأسواق العالمية حالة من القلق بسبب انخفاض إنتاج القمح في كل من روسيا وأوكرانيا، اللتين تمثلان معًا نحو 30% من صادرات القمح على مستوى العالم.
أوكرانيا: أدنى إنتاج منذ 13 عامًا
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يتراجع إنتاج القمح في أوكرانيا إلى 17.9 مليون طن في عام 2025، وهو أدنى مستوى منذ 13 عامًا، وأقل بنسبة 23% من إنتاج العام السابق. ويُعزى هذا الانخفاض إلى موجة جفاف شديدة ضربت البلاد في الأسابيع الأخيرة.
وقدّرت جمعية الحبوب الأوكرانية المحصول بنحو 22.5 مليون طن، لكن رئيس الجمعية، نيكولاي جورباتشوف، حذّر من أن الجفاف في مايو قد يؤدي إلى تقليص هذه التقديرات بنسبة تصل إلى 15%.
التحديات في أوكرانيا: مناخ وحرب
أشارت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن إنتاج هذا العام سيكون دون متوسط السنوات الخمس الأخيرة، نتيجة للظروف المناخية القاسية واستمرار تأثير الحرب على الزراعة والبنية التحتية.
روسيا: صقيع مفاجئ يضرب المحاصيل
في روسيا، تسببت موجة صقيع غير معتادة في هذا الوقت من السنة في خفض التوقعات الإنتاجية. وأوضح دميتري ريلكو، مدير معهد “إيكار”، أن المعهد اضطر مرتين إلى التراجع عن رفع التوقعات بسبب تدهور الأحوال الجوية.
أزمة ربحية في الزراعة الروسية
قال أركادي زلوتشيفسكي، رئيس اتحاد الحبوب الروسي، إن عددًا من المزارعين توقفوا عن زراعة القمح نتيجة لانخفاض الأرباح وتعرض البعض لخسائر. وأشار إلى أن السياسات الحكومية، مثل تنظيم الأسعار وفرض رسوم على الصادرات، أضعفت العائد على الاستثمار، ما أدى إلى توقف الاستثمارات في زراعة القمح.
وتُقدّر التوقعات إنتاج روسيا من الحبوب هذا العام بنحو 129.5 مليون طن، منها 82.5 مليون طن من القمح، وهو ما يعادل إنتاج العام الماضي تقريبًا.
العقود الآجلة تعكس قلق الأسواق
تشير بيانات موقع “كل شيء عن الأعلاف” إلى حالة من القلق في الأسواق، تعكسها العقود الآجلة للقمح والذرة وفول الصويا، والتي تُظهر تأثر السوق العالمي بانخفاض الإنتاج في روسيا وأوكرانيا.