تراجع الإمدادات من فول الصويا يدفع أوروبا للبحث عن بدائل وسط تشديد لوائح الاستدامة

يعتمد الاتحاد الأوروبي على الإمدادات الخارجية لتغطية استهلاكه الضخم من فول الصويا، حيث ينتج داخليًا نحو 3 ملايين طن فقط سنويًا، مقابل طلب يتجاوز 33 مليون طن.
تراجع الإنتاج الأوروبي وتقلص الإمدادات من البرازيل
وفقًا لتحليلات شركة دانوب سوي (Danube Soya)، يُتوقع انخفاض المساحات المزروعة بفول الصويا داخل الاتحاد الأوروبي في عام 2025 بنسبة 5 إلى 10% نتيجة لتراجع الإنتاجية في الموسم السابق.
وفي السياق ذاته، تواجه البرازيل – المورد الرئيسي لفول الصويا غير المعدل وراثيًا إلى أوروبا – انخفاضًا حادًا في صادراتها بنسبة 30 إلى 35% مقارنة بعام 2024، لتتراجع إلى أقل من مليون طن.
أوكرانيا أمام فرصة لتعزيز صادراتها
في ظل هذا التراجع، تبرز أوكرانيا كمورد بديل محتمل، مع توقعات بحصاد قياسي خلال الموسم الحالي.
وتُقدّر المساحة المزروعة بين 2.3 إلى 2.5 مليون هكتار، بزيادة قدرها 2% عن العام السابق، ما يعزز موقع أوكرانيا كمصدر موثوق للأسواق الأوروبية.
لوائح أوروبية جديدة: تتبع صارم ومتطلبات استدامة
مع دخول اللائحة الأوروبية 2023/1115 حيز التنفيذ، يُشترط على جميع صادرات فول الصويا إلى الاتحاد الأوروبي بعد نهاية 2025 إثبات:
- تحديد دقيق لإحداثيات الحقول.
- تقديم أدلة بعدم إزالة الغابات منذ عام 2020.
- توثيق قانوني كامل وشهادات معترف بها.
- بيانات GeoJSON وصور أقمار صناعية حديثة.
هذه المعايير تشكل تحديًا خاصًا للمزارعين والشركات الصغيرة، نظرًا لما تتطلبه من استثمارات في الرقمنة والتوثيق.
المعالجة المحلية: قيمة مضافة وفرصة للتأهل
حققت أوكرانيا تقدمًا ملحوظًا في معالجة فول الصويا محليًا، حيث تجاوزت كميات المعالجة 2 مليون طن خلال موسم 2023/2024، بزيادة 10 إلى 15%.
كما ارتفعت صادرات المنتجات المشتقة مثل زيت الصويا والدقيق، ما يُمكّن المصدرين من تلبية المعايير الأوروبية ويُضيف قيمة اقتصادية عالية.
السوق تحت ضغط والمنافسة تشتد
في ظل هذه التغيرات، يتداول فول الصويا غير المعدل وراثيًا في السوق الأوروبية حاليًا بسعر 420 يورو للطن، وسط تراجع في العلاوات السعرية الخاصة بالدقيق.
ويواجه المنتجون الأوروبيون ضغوطًا متزايدة، خاصة مع الطلب على تقديم منتجات قابلة للتتبع وذات اعتماد استدامي.
وتشير جمعية فول الصويا في نهر الدانوب إلى أن تطبيق معايير الشفافية والاستدامة لم يعد مجرد ميزة، بل شرطًا أساسيًا لدخول الأسواق الأوروبية المتميزة.
وتتطلب المنافسة في المرحلة القادمة تكاملًا بين الزراعة والتكنولوجيا لضمان الامتثال وتحقيق الربحية في ظل سوق عالمي متقلب.