د محمود طلبه يكتب : المجازر.. خط الدفاع الأول لصحة الإنسان وسلامة الغذاء

وسط تزايد المخاوف من انتقال الأمراض عبر الغذاء، تبرز المجازر –المسالخ– كأحد أهم الحصون التي تقف في وجه هذه التهديدات، حيث تلعب دورًا حيويًا في تأمين لحوم سليمة وآمنة، والحد من انتشار الأوبئة المرتبطة بالثروة الحيوانية .
فالمجزر ليس مجرد مكان لذبح الحيوانات، بل هو منظومة متكاملة تعمل وفق اشتراطات صحية صارمة، وإشراف بيطري مباشر يضمن أن كل قطعة لحم تصل إلى مائدة المواطن والمستهلك قد خضعت لسلسلة من الفحوصات والإجراءات الوقائية.
فحص دقيق قبل وبعد الذبح داخل المجازر
بحسب الجهات البيطرية المختصة، فإن كل حيوان يدخل المجزر يخضع لفحص قبل الذبح للكشف عن أي علامات مرضية قد تشكّل خطرًا على صحة الإنسان، وفي حال وجود أي اشتباه، يُمنع الذبح فورًا. وبعد عملية الذبح، يُجرى فحص إضافي للتأكد من خلو اللحم من الأمراض أو التغيرات التي قد تشير إلى تلوث أو إصابة.
النظافة والتعقيم سلاحان أساسيان في المجازر
داخل المجازر الحديثة، تُطبق معايير عالية من النظافة والتعقيم، تشمل الأدوات، أرضيات الذبح، والعاملين أنفسهم. فكل خطوة تُنفذ بعناية بهدف تقليل احتمالات التلوث الجرثومي، الذي قد يتسبب في أمراض خطيرة مثل التسمم الغذائي أو العدوى البكتيرية.
الذبح العشوائي خطر يهدد الصحة العامة
في المقابل، يشكل الذبح خارج المجازر خطرًا حقيقيًا، حيث يتم في بيئات تفتقر لأبسط مقومات النظافة، وغالبًا ما يُجرى دون أي رقابة صحية. هذا النوع من الذبح يُعد مصدرًا رئيسيًا للأمراض المنقولة بالغذاء، ما يجعل من التصدي له واجبًا وطنيًا وصحيًا في آنٍ واحد.
دور بيئي لا يُستهان به
المجازر أيضًا تلتزم بمعالجة المخلفات الحيوانية وفق ضوابط بيئية صارمة، ما يحد من تلوث البيئة وانتشار الروائح الكريهة والحشرات. بينما تساهم العشوائية في التخلص من المخلفات بطرق غير سليمة في تفاقم المشاكل البيئية والصحية.
رسالة توعية للمستهلك بأهمية المجازر
المختصون يوجهون رسالة واضحة للمواطنين: لا تشترِ لحومًا مجهولة المصدر، ولا تثق إلا بما يحمل ختم المجزر المعتمد. فثقتك في المجزر هي ثقة في غذائك، وصحتك، وصحة أسرتك.
خلاصة القول
المجازر هي جدار الأمان الأول أمام انتشار الأمراض الحيوانية، وجهاز تصفية متقدم يضمن أن ما نأكله نظيف، سليم، وخالٍ من الخطر، دعم المجازر الرسمية، وتوعية المواطنين بخطورتها عند غيابها، هو جزء من معركتنا اليومية للحفاظ على صحة المجتمع.
عن كاتب المقال
د : محمود طلبه المحمودي حجي
طبيب بيطري ـ صحة و سلامة الغذاء
معهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة