أزمة بطاطس في روسيا وبيلاروسيا: الأسعار تحلّق والمعروض يتراجع

تشهد أسواق البطاطس في روسيا وبيلاروسيا عام 2025 أزمة غير مسبوقة، وسط ارتفاع حاد في الأسعار ونقص واضح في المعروض، رغم أن البطاطس تُعد من الأغذية الأساسية في ثقافة البلدين.
ارتفاع الأسعار والتضخم في روسيا
في روسيا، ارتفعت أسعار التجزئة للبطاطس بنسبة 52% منذ بداية العام، لتتراوح بين 85 و130 روبلًا للكيلوغرام (1.0 – 1.6 دولار). هذا جعل المواطنين يتعجبون من أن البطاطس أصبحت أغلى من الفواكه المستوردة من دول بعيدة.
كما ساهمت هذه الزيادة في رفع معدل التضخم إلى 10.3% في مارس 2025. ويعود ذلك إلى عوامل متعددة، أبرزها:
- الإنفاق العسكري المرتفع
- ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا
- طباعة النقود وتراجع قيمة الروبل
- الظروف المناخية السيئة (صقيع الربيع والأمطار الغزيرة)
انخفاض الإنتاج المحلي
العديد من المزارعين قللوا من المساحات المزروعة بعد موسم وفير عام 2023، ظنًا منهم أن الطلب سيتراجع، ما أدى إلى نقص في العرض هذا العام.
استيراد من مصادر جديدة
استجابة للأزمة، رفعت الحكومة الروسية الرسوم الجمركية لتشجيع الاستيراد، وتهدف لمضاعفة الواردات إلى 376 ألف طن في 2025. لكنها ممنوعة من الاستيراد من الاتحاد الأوروبي وأمريكا وأوكرانيا بفعل العقوبات، لذا تعتمد على دول مثل مصر، باكستان، والصين كموردين رئيسيين.
الوضع في بيلاروسيا
الأزمة امتدت إلى بيلاروسيا، حيث بلغ سعر الكيلو 5 روبلات بيلاروسية (1.53 دولار)، وسط شكاوى من تراجع جودة البطاطس في الأسواق. ويرجع السبب إلى تصدير المزارعين لمحاصيلهم إلى روسيا لتحقيق أرباح أعلى، هربًا من ضوابط الأسعار الحكومية التي جعلت البيع المحلي غير مربح.
تدخل رسمي
تناول الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الأزمة في تصريح رسمي، محملًا مسؤوليتها إلى الصادرات إلى روسيا والتفاوت في التوقعات السعرية بين المزارعين والمستهلكين.
تشكل البطاطس اليوم أزمة غذائية واقتصادية مزدوجة في روسيا وبيلاروسيا، تُبرز هشاشة سلاسل التوريد، وتأثير السياسات المحلية والدولية على المحاصيل الأساسية.