تفشي الحمى القلاعية في ألمانيا يعيد أوروبا إلى أزمة صحية حيوانية كبرى

في 10 يناير 2025، أعلنت ألمانيا تسجيل أول إصابة بمرض الحمى القلاعية منذ أكثر من 40 عامًا، وذلك في قطيع جاموس قرب برلين. يُعد المرض شديد العدوى بين الحيوانات مثل الأبقار والخنازير والأغنام، ويؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة، رغم أنه لا يشكل تهديدًا مباشرًا للبشر.
وقد سارعت عدة دول، من بينها المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية والمكسيك، إلى حظر استيراد اللحوم والألبان الألمانية، بينما شددت فرنسا ودول أوروبية أخرى إجراءات التفتيش على المنتجات الحيوانية القادمة من ألمانيا.
ووفقًا لجمعية التعاون الزراعي الألمانية، وصلت الخسائر إلى نحو مليار يورو. استجابت الحكومة الألمانية سريعًا عبر إعدام الحيوانات المصابة وفرض مناطق حجر صحية بقطري 3 و10 كيلومترات حول موقع التفشي.
رغم الجهود، انتشر المرض لاحقًا إلى المجر وسلوفاكيا، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض قيود إضافية على حركة الحيوانات والمنتجات الحيوانية في المناطق المتأثرة. كما تم إغلاق عدة معابر حدودية، خاصة بين النمسا والمجر، والنمسا وسلوفاكيا.
ووصفت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التفشي بأنه الأخطر في أوروبا منذ عام 2001، داعية إلى تشديد الأمن الحيوي وتكثيف الرصد المبكر، لحماية الأمن الغذائي وسبل العيش الريفية.
تكشف هذه الأزمة عن الحاجة الملحّة إلى استراتيجيات استباقية وإدارة فعالة للأمراض الحيوانية، في ظل العولمة وزيادة حركة التجارة والزراعة المكثفة.